شن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سلسلة غارات عنيفة على قطاع غزة اليوم الأحد، ما أسفر عن استشهاد 50 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، في حين تتواصل التحذيرات من انهيار الخدمات الأساسية وارتفاع حالات سوء التغذية وسط استمرار الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وفقاً لمصادر طبية في مستشفيات غزة، ارتقى 21 شهيداً في قصف استهدف مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما سقط عشرات الجرحى في هجمات متفرقة شملت منازل مدنية وخياماً للنازحين وسوقاً شعبيًا.

وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية تقريراً يفيد بأن عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 139، بينهم 5 تم انتشالهم من تحت الأنقاض، فيما وصل عدد الإصابات إلى 425. وأشار التقرير إلى استمرار وجود ضحايا تحت الركام بسبب عجز فرق الإسعاف عن الوصول إليهم نتيجة القصف المكثف.

وبحسب الإحصائية الرسمية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 إلى 58,026، بينما تجاوز عدد الجرحى 138,520. كما سجلت الفترة منذ 18 مارس 2025 استشهاد 7,450 فلسطينياً وإصابة 26,479 آخرين.

استهداف طالبي المساعدات والمياه.. مجازر متواصلة

لم تتوقف جرائم الاحتلال عند القصف الجوي، بل استمر استهداف المدنيين أثناء محاولتهم تأمين لقمة عيشهم أو مياه الشرب. حيث أعلنت وزارة الصحة استشهاد 28 فلسطينياً وإصابة أكثر من 180 خلال يوم واحد جراء إطلاق النار على طوابير المساعدات، ليرتفع إجمالي شهداء "لقمة العيش" منذ بدء استهداف نقاط التوزيع إلى 833 شهيداً و5,432 جريحاً.

في مخيم النصيرات، استشهد 10 فلسطينيين بقصف منزل لعائلة العربيد، بينما سقط 9 آخرين بينهم أطفال أثناء محاولتهم تعبئة المياه في منطقة المخيم الجديد. وأفاد الدفاع المدني بدمار واسع في الموقع وحالة رعب بين الأهالي الذين يعانون أصلاً من أزمة مياه خانقة.

وفي مدينة غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بقصف سوق السامر الشعبي، ما أسفر عن استشهاد الطبيب أحمد قنديل وعدد من المدنيين. كما استهدف الاحتلال منازل في حي تل الهوى وشارع حميد وحي الصبرة، حيث استشهدت طفلة وأصيب عشرات المدنيين.
 

وتواصل قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية، حيث فجرت مبانٍ سكنية في حي التفاح، بينما استشهد 3 نازحين بقصف خيمة في منطقة المواصي بخان يونس

كما واستشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف استهدف منزلا في شارع حميد غرب مدينة غزة بينما في حي الصبرة استشهدت طفلة وأصيب عدد من الفلسطينيين، عقب استهداف منزل يعود لعائلة الداية قرب مسجد المجمع الإسلامي.

وكانت القوات "الإسرائيلية" قد أطلقت نيرانها باتجاه تجمع من المدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في محيط منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.


الصليب الأحمر: الوضع في غزة "غير مقبول"

أعلن الصليب الأحمر عن استقباله أمس 132 مصابًا بالسلاح ضمن إصابات جماعية قرب مواقع توزيع المساعدات جنوب قطاع غزّة.

وأوضح أنه منذ إنشاء مواقع توزيع الطعام عالج أكثر من 3400 مصاب بالأسلحة، وسجل أكثر من 250 وفاة.

وأكد الصليب الأحمر أن هذا الوضع غير مقبول، وأن فداحة هذه الحوادث تعكس الظروف المروعة التي يعيشها المدنيون في غزة.

بلديات المحافظة الوسطى تعلن عن توقف خدامتها الأساسية بالكامل

وعلى صعيد متصل، أعلنت بلديات المحافظة الوسطى في قطاع غزة، إلى جانب مجلس إدارة النفايات الصلبة في المحافظات الجنوبية، عن التوقف التام عن جميع الخدمات الأساسية، نتيجة الانقطاع الكامل لإمدادات الوقود، ما أدى إلى شلل كامل في تشغيل آبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات، والمعدات الثقيلة الخاصة بإزالة الركام وفتح الطرق.

وأكد البيان المشترك الصادر عن البلديات والمجلس، أن استمرار منع الاحتلال إدخال الوقود، رغم المناشدات المتكررة من جهات محلية ودولية، تسبب في تعطل شامل لمرافق البلديات، وانهيار خدمات إدارة النفايات، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية خطيرة تهدد حياة المواطنين.

وتفاقمت الأزمة مع انقطاع مياه "ميكروت" – المصدر الرئيس للمياه في المحافظة الوسطى – منذ 23 يناير 2025، أدى إلى تصاعد أزمة المياه وارتفاع حدة المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن نقص المياه النظيفة وتعطل الصرف الصحي. كما أدى انقطاع الكهرباء عن محطة تحلية مياه البحر جنوب دير البلح منذ 9 مارس 2025 إلى توقف إنتاج كميات كبيرة من مياه الشرب، وهو ما ضاعف من تعقيد الأزمة المائية التي يعيشها سكان القطاع المحاصر.

وطالبت البلديات ومجلس إدارة النفايات الصلبة، المنظمات الأممية والدولية بالتحرك الفوري والعاجل لتوريد الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية، كما دعت إلى إعادة تشغيل خط مياه "ميكروت" وخط الكهرباء المغذي لمحطة التحلية بشكل فوري لتجنب الانهيار الكامل في البنية التحتية للخدمات الأساسية.

"أونروا" تحذر من زيادة أعداد حالات سوء التغذية في غزة

من جهة أخرى، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إن عياداتها في قطاع غزة سجلت زيادة ملحوظة في عدد حالات سوء التغذية منذ بدء الحصار "الإسرائيلي" المشدد في مارس الماضي، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية في القطاع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور.

وأكدت الوكالة أن فرقها الطبية تواصل عملها في مختلف مناطق القطاع رغم النقص الحاد في الإمدادات الطبية والأدوية والوقود، وشددت على التزامها بمواصلة تقديم الرعاية للفئات الأكثر ضعفًا في ظل الظروف الحالية، داعية إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية فورًا.

من جهته، قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي ل"أونروا"، في تصريح لقناة الجزيرة: "إن إسرائيل دفعت معظم سكان قطاع غزة للتكدس في مساحة لا تتجاوز 55 كيلومترًا مربعًا، في ظل استمرار العدوان، مما زاد من تعقيد الأوضاع المعيشية والإنسانية بشكل كبير".

وأوضح أبو حسنة أن الطواقم الطبية منهكة للغاية وتعاني نقصًا شديدًا في الوقود والمستلزمات الطبية، لافتًا إلى أن نظام توزيع المواد الغذائية الحالي تحول إلى "ساحة قتل جديدة" نتيجة استهداف المدنيين أثناء تسلمهم للمساعدات.

وفي بيان آخر، أكدت "أونروا" أن فرقها ما زالت تعمل في مناطق مختلفة من غزة لتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات رغم العراقيل، مشيرة إلى أن عياداتها تشخص يوميًا ما يقارب 112 طفلًا يعانون من سوء التغذية، منذ بداية العام الجاري.

وحذرت الوكالة الأممية من أن نقص الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة للغاية، وأنه بدون كميات كافية من الوقود، فإن القطاع يواجه خطر الانهيار التام في كافة الجهود الإنسانية والإغاثية، مشيرة إلى أن استمرار منع دخول الوقود والمستلزمات الطبية يجعل من عملها الإنساني شبه مستحيل.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد