استشهد 50 فلسطينيًا منذ فجر اليوم السبت 19 تموز/ يوليو، بينهم 32 شهيدًا قضوا في مجزرة مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال بحق مدنيين نازحين أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الإغاثية جنوب القطاع، وفق ما أفادت به مصادر طبية في غزة، فيما تصاعدات الغارات "الإسرائيلية" على خيام النازحين وتجمعات الفلسطينيين، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة مع ارتفاع وفيات المجاعة الكارثية.

ووفق مجمع ناصر الطبي في خان يونس، استهدفت قوات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين أثناء تجمعهم قرب مركز لتوزيع المساعدات الذي تديره ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية شمال مدينة رفح، مما أسفر عن استشهاد 32 مدنيًا على الأقل، وجرح العشرات.

ويأتي ذلك ضمن سلسلة الجرائم "الإسرائيلية" الممنهجة بحق المدنيين الجائعين، فقد وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد 877 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 5600 آخرين منذ بدء تنفيذ الخطة الأميركية-الإسرائيلية لتقييد المساعدات الإنسانية في مايو/أيار الماضي.

وفي بيان رسمي، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة في ظل تصاعد المجازر نفاذ الغذاء والدواء والوقود، وأشارت إلى أن القطاع يمر فعليًا بـحالة مجاعة كارثية، تتجلى في الانتشار الحاد لسوء التغذية وارتفاع معدلات الوفاة الناتجة عن الجوع، خاصة بين الأطفال.

وأكد البيان أن الطواقم الطبية في غزة وصلت إلى مرحلة الانهيار التام بسبب نقص الإمكانيات، وفقدان القدرة على التعامل مع آلاف الإصابات والوفيات اليومية.

وطالبت وزارة الصحة المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف هذه المجازر وفتح ممرات إنسانية آمنة لتوريد المواد الأساسية، محذرةً من أن استمرار الصمت الدولي والتقاعس عن التدخل سيؤدي إلى مزيد من الكوارث الصحية والإنسانية.

ومن جهته طالب المكتب الاعلامي الحكومي بغزة بفتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة بإشراف دولي مباشر لضمان وصول الغذاء والدواء دون عراقيل، مؤكدًا على ضرورة نزع الطابع السياسي عن المساعدات ووقف التلاعب بها من الاحتلال أو جهات متواطئة.

ودعا الإعلام الحكومي في بيانه إلى تحرك دولي ضاغط لإجبار الاحتلال على وقف الإبادة الجماعية وسياسات التجويع والتهجير مطالباً برفع الحصار فورًا عن قطاع غزة، فهو جريمة جماعية بحق المدنيين وفتح تحقيق دولي عاجل في جريمة التجويع وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

وفي السياق ذاته، توفي الطفل جواد الأنقر في مدينة غزة بسبب تعرضه لسوء التغذية، إلى جانب الطفلة سناء اللحام التي ارتقت بالأمس، ليرتفع عدد الأطفال الذين قضوا بسبب الجوع منذ بدء العدوان إلى 69 طفلًا، بحسب ما أفاد به مدير عام وزارة الصحة في غزة، د. منير البرش.

وكذلك شهدت مناطق أخرى في قطاع غزة سلسلة من الغارات "الإسرائيلية"، فيما جددت قوات الاحتلال استهدافها لخيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غرب غزة، ما أدى إلى إصابة 6 فلسطينيين بجروح متفاوتة.

وفي مدينة غزة، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد 6 وجرح آخرين في قصف "إسرائيلي" على خيمة تؤوي نازحين قرب مدرسة التابعين بحي الدرج، كما ألقت قنابل من طائرات مسيّرة "إسرائيلية" على منازل الأهالي في منطقة الشيخ رضوان غربي المدينة.

فيما أكد مصدر في المستشفى المعمداني استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على محيط مسجد صلاح الدين بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

وشمال غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرين إثر قصف استهدف مواطنين في جباليا البلد، في الوقت الذي دمرت فيه قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مبانٍ سكنية شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وفي وسط القطاع، أصيب 3 فلسطينيين بعد إلقاء قصف مسيّرة "إسرائيلية" مجموعة من الفلسطينيين في بلدة المغراقة، في حين تواصل القصف المدفعي منذ صباح اليوم على مخيم البريج.

وفي السياق نفسه دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى رفع الحظر المفروض على دخول وسائل الإعلام الدولية الى غزة، مشيرة إلى أنهم طيلة 650 يومًا من الفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين لم يتمكنوا من الدخول للقطاع.

وسلطت الوكالة الأممية الضوء على ارتقاء أكثر من 200 صحفي فلسطيني مشددة على أن حظر وسائل الإعلام يغذي حملات التضليل التي تُشكك في البيانات والروايات المباشرة من شهود العيان والمنظمات الإنسانية الدولية.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد