واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث راح ضحية القصف "الإسرائيلي" اليوم الثلاثاء 22 تموز/يوليو 31 شهيداً بينهم 7 من طالبي المساعدات الإنسانية الذين كانوا يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء وسط أزمة إنسانية خانقة، فيما تتواصل العمليات العسكرية في دير البلح مع قصف مكثف يستهدف الأحياء السكنية وخيام النازحين

في جريمة جديدة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة باستهداف خيام نازحين قرب "القضاء العسكري" في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة عشر فلسطينياً وإصابة خمسة وعشرين آخرين بينهم نساء وأطفال.

كما استشهدت فلسطينيّتان وأصيب آخرون في غارة "إسرائيلية" استهدفت منزلًا قرب بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

في حين ارتقى عدد من الشهداء ووقع عدد آخر من الجرحى في قصف استهدف طالبي مساعدات عند مفترق النابلسي جنوب غرب المدينة.

وفي منطقة الفروسية شمال غرب القطاع، أفادت مصادر محلية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية بعدما باغتهم قصف الطائرات الحربية "الإسرائيلية".

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه العملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط أنباء عن تدمير مبانٍ سكنية بالكامل شرق المدينة وفي بلدة بيت حانون شمال القطاع.

وفي تصعيد خطير آخر، أطلقت قوات الاحتلال قنابل دخانية كثيفة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالتزامن مع استمرار عملية عسكرية برية موسعة، وصفت بأنها الأولى من نوعها في المنطقة منذ بداية الحرب.

ونقلت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" عن مصادر عسكرية قولها إنّ قوات من "لواء غولاني"، تشمل وحدات هندسية ومدرعات، توغلت جنوب دير البلح بعد قصف جوي ومدفعي تمهيدي بدأ صباح الإثنين، بهدف إقامة محور عسكري جديد.

جنوبي القطاع، شهدت المناطق الشرقية لخانيونس ومدينة غزة قصفًا مدفعيًا وإطلاق نار، فيما أعلن الدفاع المدني عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين نتيجة قصف "إسرائيلي" طال منطقة قرب دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

ارتفاع حالات وفيات الأطفال جراء سوء التغذية

وفي ظل المجازر المستمرة، يتفاقم الوضع الإنساني فيما يتعلق بتمشي المجاعة بين الأطفال والكبار في آن واحد فقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا" أن "غزة تجوع، وسوء التغذية في تصاعد، وما يدخل القطاع لا يكفي".

وأضاف المكتب أن الأوضاع في القطاع هي الأسوأ على الإطلاق، ومن نجا من القنابل يواجه الآن الجوع، مشيرًا إلى أن "2.1 مليون شخص محشورون في 12% فقط من مساحة القطاع، دون طعام أو مياه نظيفة".

كما حذّر من انهيار المستشفيات التي لم تعد قادرة على استقبال مزيد من المصابين، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية الأساسية.

وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قالت ايضا: إن طفلا من كل 10 أطفال ممن تم فحصهم في عيادات الوكالة في قطاع غزة يعاني من سوء التغذية.

وكانت مصادر طبية في غزة قد أعلنت عن وفاة 23 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية في مناطق مختلفة من القطاع خلال اليومين الماضيين.

ومن بين الضحايا الفلسطيني أحمد الحسنات، الذي أعلن مستشفى شهداء الأقصى وفاته نتيجة الجوع وسوء التغذية.

كما استُشهد رضيعان أحدهما من شمال القطاع والآخر من جنوبه بسبب حرب التجويع التي يشنها الاحتلال، في وقت أعلنت فيه المصادر الطبية استشهاد الشابة الفلسطينية رحيل محمد رصرص (32 عامًا) مساء الإثنين في مجمع ناصر الطبي بخانيونس، متأثرة بمضاعفات سوء التغذية الحاد والجفاف.

ووفقًا لمصادر طبية تحدثت لوكالة الأناضول، فإن الشابة رحيل وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة فقدت نصف وزنها خلال الشهور الأخيرة، حيث تدهورت حالتها الصحية بصورة مأساوية، ما أدى إلى وفاتها.

منظمات إنسانية وطبية تطلق تحذيرات من تفاقم المجاعة بغزة

في السياق أطلقت منظمات إنسانية وطبية تحذيرات شديدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدين أن القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة، وسط توقعات بوقوع موت جماعي، خاصة بين النساء والأطفال، في ظل استمرار الحصار "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.

وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة لقناة الجزيرة إن القطاع "دخل مرحلة الخطر من المجاعة"، محذرًا من أن "الموت الجماعي بات يهدد النساء والأطفال".

وأضاف أن "أعدادًا كبيرة من الحالات التي تعاني من سوء التغذية تتوافد على المراكز الصحية"، لافتًا إلى أن "60 ألف حامل في القطاع يعانين من الجوع وسوء التغذية".

من جانبه، أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أن أكثر من 50 ألف طفل رضيع محرومون من الرضاعة الطبيعية، مشيرًا إلى أن "ما نشهده في القطاع هو الأسوأ في العالم".

وأضاف أن الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس إلى جانب التجويع، حربًا تعطيشية بحق السكان كما كشف عن أن قوات الاحتلال اقتحمت عددًا من مقار المؤسسات الدولية في دير البلح، مؤكدًا أن ما يرتكبه الاحتلال من تجويع بحق المدنيين يعد جريمة حرب تستدعي المساءلة.

كما أكدت منظمة "اليونيسف" أن المجاعة باتت تنتشر في قطاع غزة بشكل متسارع محذّرة من أن "مستويات سوء التغذية القاتلة بين الأطفال وصلت إلى درجات كارثية تهدد حياتهم.

وأضافت أن "الوضع الإنساني في القطاع يزداد تدهورًا في ظل نقص حاد في الغذاء وندرة المياه النظيفة"، مشيرة إلى "صعوبات كبيرة تواجه فرق الإغاثة في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين".

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد