قمعت الأجهزة الأمنية الأردنية مظاهرة شعبية خرجت بشكل عفوي ظهر اليوم الجمعة 25 تموز/يوليو، قرب السفارة الأميركية في العاصمة عمّان، للتنديد بالإبادة الجماعية وحرب التجويع التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، واعتقلت عدداً من المشاركين.

وانطلقت المسيرة من أمام مسجد عباد الرحمن، بمشاركة حشود من الأردنيين الذين رفعوا لافتات تندد بالعدوان "الإسرائيلي"، مستنكرين صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما الحصار والتجويع.

وردد المشاركون هتافات تطالب بوقف فوري للحرب، ورفع الحصار، ومحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه بحق المدنيين، مؤكدين أن السكوت الدولي يشكّل غطاء غير مباشر للعدوان، ويزيد تفاقم المأساة الإنسانية في غزة.

وحمل المتظاهرون أواني ومغارف فارغة تعبيرًا عن التضامن مع المحاصَرين والجوعى في غزة، مؤكدين أن هذه الأدوات الخاوية تجسد واقع آلاف العائلات المحرومة من الغذاء والدواء، في ظل استمرار العدوان.

وشهدت الفعالية قمعاً عنيفًا من قبل قوات الأمن، التي فضّت التجمّع، واعتقلت عدداً من المشاركين، بينهم من اعتُقل لمجرّد ترديده هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية، بحسب ما أظهرته مقاطع مصوّرة تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي محافظة العقبة، دعا حزب جبهة العمل الإسلامي أبناء المدينة للمشاركة في وقفة شعبية تضامناً مع أهل غزة، في ساحة مسجد الحسين بن طلال، تحت شعار "لا للتجويع.. لا للتركيع"، في ظل المجاعة التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة.

وتأتي هذه التحركات استجابة لدعوات شعبية متزايدة للخروج في مظاهرات ومسيرات عقب صلاة الجمعة، دعماً لغزة التي تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة تحت وطأة الحصار والعدوان، وتنديداً بالصمت العربي والدولي إزاء المجازر التي تطال المدنيين.

وجاء في بعض الدعوات المتداولة عبر منصات التواصل:"غزة تموت جوعاً، والأطفال هناك يذبلون تحت الحصار… لنصنع صوتاً من الأردن لا يمكن تجاهله، ولنَكسر الصمت كما نكسر الحصار".

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مدن أردنية عديدة فعاليات تضامنية، منها وقفات واعتصامات ومسيرات شعبية، شارك فيها نقابيون وناشطون وكتّاب وأكاديميون، جميعهم طالبوا برفع الحصار ووقف العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.

وتزامنت هذه الفعالية مع تصاعد حملة القمع التي تنفذها السلطات الأردنية ضد المشاركين في الحراك التضامني مع غزة، سواء في الميدان أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتقل العشرات من النشطاء، بينهم كتاب وصحفيون ونواب، وذلك بموجب قانون الجرائم الإلكترونية.

وكان آخر المعتقلين الناشط الاجتماعي أيمن عبلّي، على خلفية منشوراته وتفاعله مع قضايا العدوان على غزة، بالإضافة إلى عدد من المشاركين في حراك حي الطفايلة الذي جرى مؤخرًا تضامناً مع الشعب الفلسطيني.

وشهدت منصات التواصل الأردنية موجة غضب واسعة، طالب خلالها آلاف المدونين والمغردين بالإفراج الفوري عن عبلي، معبرين عن استهجانهم لتوقيفه، في وقت يسمح فيه لمؤثرين يتجاهلون قضايا الأمة بالظهور والدعم الرسمي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد