واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ومجموعات المستوطنين، منذ مساء أمس وفجر الجمعة 1 آب/ أغسطس، عدوانها المتصاعد على مدن وبلدات الضفة الغربية، من خلال اقتحامات واعتقالات واعتداءات واسعة، أسفرت عن إصابة شاب فلسطيني واعتقال عدد من المواطنين، بينهم أسرى محررون، إضافة إلى إحراق ممتلكات وهجمات مباشرة على منازل المدنيين.
ففي قرية دير جرير شرق رام الله، أصيب شاب فلسطيني بشظايا الرصاص الحي في كتفه، خلال مواجهات اندلعت عقب محاولة مجموعة من المستوطنين اقتحام القرية من المدخل الغربي. وقد تصدى الأهالي للمستوطنين، ومنعوهم من الاقتراب من منازل الفلسطينيين، ما استدعى تدخل قوات الاحتلال التي اقتحمت القرية، وأطلقت الأعيرة النارية بكثافة، ما أدى إلى إصابة الشاب.
وفي محافظة نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت عدة مناطق، أبرزها مخيم بلاطة شرق المدينة، حيث اعتقلت الشاب حمودة خديش أبو إسلام بعد مداهمة منزله وتفتيشه. كما اعتقلت في بلدة حوارة الأسير المحرر أنس عودة، الذي أمضى نحو 12 عامًا في سجون الاحتلال، بعد اقتحام منزله. كذلك اعتقلت الشاب عمر جاموس من المدينة على حاجز الحمرا.
وفي محافظة جنين، داهمت قوات الاحتلال بلدة قباطية فجرًا، واعتقلت الشاب باسل أبو جعب من منزله، كما اقتحمت بلدة رابا جنوب شرق جنين، ونفذت عمليات دهم دون الإعلان عن اعتقالات.
وفي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية جورة الشمعة جنوب المدينة، وانتشرت قرب المدخل الرئيسي، وأغلقت الطريق المؤدي إلى قرية مراح معلا، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج. كما فتشت تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة على واجهات المحال التجارية والمنازل.
وفي جنوب الخليل، تصاعدت اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا، حيث أقدموا على إحراق مركبة يستخدمها متضامنون أجانب، إلى جانب إحراق أثاث منزلي وخزانات مياه، وهاجموا عدة منازل فلسطينية، بينها منزل تقيم فيه مجموعة من المتضامنين.
مستوطنون يحرقون مساكن عرب المليحات
وفي سياق متصل، أقدمت مجموعات من المستوطنين على إحراق مساكن تعود لتجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا، ما أجبر العائلات على النزوح مجددًا، بعد عودتهم المؤقتة إلى المنطقة يوم الخميس، عقب نزوح قسري دام قرابة شهر نتيجة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أضرموا النار في ستة بركسات سكنية تقطنها 20 عائلة من عرب المليحات، كانت قد أصرت على العودة إلى أراضيها، رغم محاولات المنع والضغوط من قبل قوات الاحتلال.
وقال حسن مليحات، المشرف العام على منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة، في بيان صحفي، إن المستوطنين أحرقوا البركسات التي تعود ملكيتها لكل من: إبراهيم كعابنة، وجمال مليحات، وعطا الله مليحات، وجبريل كعابنة، ومحمد سليمان، ما أدى إلى تهجير العائلات مجددًا.
وأوضح مليحات أن الاعتداء بدأ عند الساعة الواحدة فجرًا، حيث اقتحم عشرات المستوطنين المنطقة بحماية من جيش الاحتلال، وأحرقوا البركسات التي كانت تؤوي السكان ومواشيهم، مما أدى إلى تدمير الممتلكات بالكامل وتعريض حياة الأهالي للخطر.
وأشار إلى أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة الجرائم المنظمة التي تستهدف الوجود الفلسطيني البدوي في منطقة الأغوار، مؤكدا أن سلطات الاحتلال تطلق العنان للمستوطنين لتنفيذ عمليات تطهير عرقي دون أي رادع قانوني أو إنساني، وسط صمت دولي مخز وفشل في حماية المدنيين.
ودعا مليحات إلى تحقيق دولي عاجل وشفاف في هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها، بمن فيهم من قدم الحماية للمستوطنين من داخل المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية". كما طالب بتدخل فوري من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسات حقوق الإنسان، لإرسال بعثات مراقبة إلى المنطقة، وتوفير حماية دولية عاجلة للتجمعات البدوية في الضفة الغربية.