شنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، منذ فجر اليوم الأربعاء 6 آب/ أغسطس، سلسلة عمليات عدوانية استهدفت مدن الضفة الغربية ومخيماتها، تصاعدت خلالها الاقتحامات والاعتقالات، وترافقت مع إطلاق النار المباشر على المدنيين، واعتداءات ميدانية طالت المنازل والطواقم الطبية، في مشهد متكرر من سياسة التنكيل الجماعي.

في مخيم الأمعري للاجئين بمدينة البيرة، أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي، بينهم طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، خلال اقتحام قوة خاصة تابعة للاحتلال للمخيم، تبعتها تعزيزات عسكرية كبيرة تمركزت على مدخله.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن جنود الاحتلال منعوا طواقمها من الوصول إلى المصابين، وتمركزوا عند المدخل الرئيسي للجمعية في شارع القدس القريب من المخيم. ولاحقًا، أعلنت الجمعية أن طواقمها نجحت في نقل الطفل المصاب برصاصة في الظهر، إلى جانب شابين أصيبا في الفخذ.

بالتزامن، داهمت قوات الاحتلال عدة منازل داخل المخيم واعتقلت ثلاثة شبان هم: عمور أبو عطية، يزن حبوب، وأسامة عبد المحسن، بعد أن فتّشت منازلهم وعبثت بمحتوياتها.

وفي نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة فجر اليوم، طالت ستة شبان من مخيم العين ومنطقة المعاجين، بعد اقتحام المدينة عبر حاجزي الطور والـ 17. والمعتقلون هم: محمد شرقاوي، فتحي الخطيب، فارس المبروك، بسام المسيمي، كريم حسن قاطوني، وعلي ناصر قاطوني.

وفي سياق متصل بسياسات التهجير والاستيطان، سلّمت قوات الاحتلال إخطاراً شفوياً بإخلاء 20 دونماً من الأراضي الزراعية في قرية بيت اسكاريا جنوب بيت لحم، والمزروعة بأشجار العنب، وتعود ملكيتها للفلسطيني محمد إبراهيم عطا الله وإخوته. وقد أمهلت سلطات الاحتلال أصحاب الأرض عشرة أيام فقط لتنفيذ الإخلاء، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة الاستيطانية في قلب التجمع الاستعماري "غوش عصيون".

وذكر عطا الله أن بيت اسكاريا تضم خمسة تجمعات سكنية يقطنها نحو 650 نسمة، وتواجه باستمرار محاولات للاستيلاء على أراضيها.

كما أقدمت قوات الاحتلال على هدم منشآت في ضاحية الزراعة، قرب مخيم الجلزون شمال رام الله.

وفي حصيلة جديدة، أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن قوات الاحتلال اعتقلت، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم، ما لا يقل عن 30 فلسطينياً من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بينهم صحفية وسيدتان، إلى جانب عدد من الأسرى المحررين. وقد تركزت الاعتقالات في مدينة دورا بمحافظة الخليل، وامتدت إلى نابلس، بيت لحم، رام الله، طولكرم، وسلفيت.

وترافقت حملة الاعتقالات مع عمليات تنكيل ميداني، وتخريب واسع للمنازل، واستخدام المعتقلين كـ"رهائن"، بالإضافة إلى إطلاق نار مباشر بهدف القتل، واحتجاز عائلات بأكملها خلال عمليات التفتيش.

ويُشار إلى أن عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية، منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع ومناطق الضفة ومخيماتها، تجاوز 18,500 حالة، لا تشمل المعتقلين من قطاع غزة الذين يُقدَّر عددهم بالآلاف.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد