كشفت وثيقة رسمية عن قيام جهاز المخابرات التابع لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بتسليم جثامين ثمانية معتقلين فلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك إلى مشفى حرستا العسكري، دون إبلاغ ذويهم أو السماح بتسلّمهم الجثامين، وذلك في واقعة موثقة تؤكد القتل المنهجي للمعتقلين الفلسطينيين والسوريين في سجون النظام البائد.
وبحسب ما ورد في الوثيقة المؤرخة في العام 2018، فإن عملية التسليم جرت بسرية تامة، ورافقتها أوامر صريحة من الأجهزة الأمنية للمشفى بمنع أي تواصل مع عائلات الضحايا أو الإفصاح عن مصيرهم.
و تم ترقيم الجثث بأرقام متسلسلة بدلاً من ذكر الأسماء، في إجراء يُحاكي ما ورد في الصور المسرّبة ضمن ملف "قيصر"، الذي وثّق ممارسات الإعدام والتعذيب في المعتقلات السورية.
وتضمّنت الوثيقة أسماء الضحايا الثمانية، وهم كلّ من: سامر محمود تميم، شادي أسعد خنجر، سامر أحمد خرطبيل، أحمد حسن الناجي، فادي زكريا عقلة، بهاء زيدان السهلي، حسن عصام السهلي، عبد الكريم موفق فوراني.
وتُعد هذه الحادثة واحدة من بين آلاف الحالات المماثلة، حيث تشير التقديرات الحقوقية إلى أن النظام السابق اعتقل ما بين 250 ألفاً إلى 300 ألف شخص، لا يزال معظمهم مجهولي المصير، من بينهم عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وبحسب "حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين"، فقد تم توثيق 3,108 حالات اعتقال بحق فلسطينيين في السجون السورية، من ضمنهم 333 مفقوداً، و633 شهيداً تحت التعذيب، في حين يبقى مصير العدد الأكبر من المعتقلين غامضاً في ظل غياب الشفافية والمحاسبة.