استشهد 13 فلسطينيًا منذ فجر اليوم الجمعة 8 آب/ أغسطس، برصاص وقصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، في ظل تواصل استهداف طالبي المساعدات وتجمعات المدنيين في مدينة غزة وجنوبي القطاع، فيما حذّرت الأمم المتحدة من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد مصدر طبي في مستشفى العودة بالنصيرات استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، وإصابة 12 آخرين بجراح متفاوتة، جراء استهداف قوات الاحتلال تجمعات الأهالي بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة وسط القطاع. كما أفاد المصدر ذاته باستشهاد ثلاثة فلسطينيين آخرين وإصابة عدد من الجرحى في استهداف مباشر للمنطقة نفسها.
وفي مخيم البريج، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، جراء استهداف طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال مجموعة من الأهالي وسط قطاع غزة.
وفي مدينة غزة، قال مصدر في المستشفى المعمداني إن فلسطينيًا استشهد إثر قصف بطائرة مسيّرة استهدف حي التفاح شرقي المدينة، فيما استشهد آخر في قصف مماثل على حي الشجاعية شرق غزة.
إلى ذلك، قصفت مدفعية الاحتلال محيط حي الأمل شمالي خان يونس، ما تسبب في وقوع إصابات وأضرار مادية. كما استشهد طفل متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل أسابيع إثر قصف استهدف خيمة في منطقة المواصي بخان يونس، ليلتحق بأفراد عائلته الذين سبقوه في الشهادة.
ومع استمرار التصعيد والحصار، تتفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية في القطاع. مدير الإغاثة الطبية في غزة أكد أن ما يدخل من مساعدات طبية لا يكفي لعلاج العدد الكبير من المصابين، مشيرا إلى اضطرار الطواقم الطبية للمفاضلة بين الحالات لغياب الإمكانيات والكوادر الكافية، وأن كميات ضئيلة فقط من المساعدات تدخل عبر معبر زيكيم، فيما لم يسمح بإدخال حليب الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة منذ 156 يوما.
وفي تقرير لها، وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" نظام توزيع المساعدات في غزة بأنه "نظام تجويع مؤسسي وإهانة للكرامة الإنسانية"، داعية إلى وقف آلية توزيع "مؤسسة غزة الإنسانية"، ومطالبة المانحين بالامتناع عن تمويل ما أسمته "فخ الموت". وأوضحت أن مركزين تابعين لها جنوبي غزة استقبلا 1380 جريحًا بينهم 28 جثة، وأن عددًا كبيرًا من المصابين القادمين من مركز توزيع خان يونس أصيبوا بطلقات نارية في الأطراف السفلية، في استهداف متعمد داخل مواقع التوزيع.
وفي السياق، أعلنت الأمم المتحدة أن مستويات سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة وصلت إلى أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، إن أزمة الجوع وسوء التغذية تتفاقم، خاصة بين الأطفال، مشيرًا إلى أنه في يوليو/ تموز وحده تم فحص 136 ألف طفل دون سن الخامسة، شُخّص 12 ألفًا منهم بسوء تغذية حاد، بينهم 2500 طفل في حالات تهدد حياتهم مباشرة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18% عن شهر يونيو/ حزيران، محذرًا من أن القيود "الإسرائيلية" على توزيع المساعدات الإنسانية ساهمت في تفاقم الأزمة.
