أعلن المستشار الألماني "فريدريش ميرتس"، اليوم الجمعة 8 آب/ أغسطس، أن بلاده سوف تتوقف تصدير المعدات العسكرية التي قد تُستخدم في حرب غزة إلى "إسرائيل"، وذلك حتى إشعار آخر، ردًا على الخطة "الإسرائيلية" التي تهدف لاحتلال قطاع غزة تحت مصطلح "السيطرة" على المدينة والتي لاقت رفضاً دولياً.
وقال ميرتس إن: "فهم كيف يمكن لخطة الجيش الإسرائيلي أن تساعد في تحقيق أهداف مشروعة هو أمر يزداد صعوبة"، مضيفًا: "في ظل هذه الظروف، لن تسمح الحكومة الألمانية بأي صادرات للمعدات العسكرية التي يمكن أن تُستخدم في قطاع غزة حتى إشعار آخر".
وجاء القرار بمثابة حظر فعلي على توريد الأسلحة إلى "إسرائيل"، عقب إعلان مجلس الوزراء "الإسرائيلي" عن توسيع نطاق الحرب واحتلال مدينة غزة.
وادعى المستشار "ميرتس" أن لـ"إسرائيل" الحق في الدفاع عن نفسها ضد "إرهاب حماس"، وأن "إطلاق سراح الرهائن وإجراء مفاوضات حازمة لوقف إطلاق النار هما من أهم أولوياتنا"، مشددًا على أن "نزع سلاح حماس أمر أساسي، ولا يمكن أن تلعب حماس أي دور في مستقبل غزة".
إلا أن ميرتس أشار في المقابل إلى أن "الخطوات التي قررتها إسرائيل الليلة الماضية لا يبدو أنها تحقق هذه الأهداف"، لافتًا إلى أن حكومته لن توافق حتى إشعار آخر على تصدير أسلحة قد تُستخدم في قطاع غزة.
كما شدد المستشار على القلق الألماني إزاء الوضع الإنساني في القطاع، قائلاً: "نحن قلقون إزاء المعاناة المستمرة للسكان المدنيين في غزة. ومع العملية المخطط لها، تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أكبر من ذي قبل لتلبية احتياجات السكان".
ودعا ميرتس "إسرائيل" إلى السماح بالوصول الكامل لشحنات المساعدات الإنسانية، سواء لمنظمات الأمم المتحدة أو غيرها من المؤسسات غير الحكومية، مؤكدًا: "يجب على إسرائيل، باتباع الخطوات الصحيحة في الأيام الأخيرة، مواصلة تحسين الوضع الإنساني في غزة بطريقة شاملة ومستدامة".
ويأتي القرار في ظل ضغط متزايد من شخصيات بارزة في ألمانيا، حيث انضم 162 ممثلاً وموسيقيًا وإعلاميًا إلى الدعوة المطالِبة بوقف توريد الأسلحة الألمانية إلى "إسرائيل"، من بينهم المغنيان نينا خوبا وكلويسو، والمخرج فاتح أكين، والممثل الإسرائيلي الحائز جائزة "غولدن غلوب" آري فولمان، والممثلة زاندرا هولر.
وبحسب منظمة "آفاز" العالمية، التي نظمت هذه الحملة، فإنها شبكة حملات دولية تهدف إلى التأثير في القرارات السياسية عبر أصوات المواطنين.
ويوم الخميس الماضي، وجّهت أكثر من 200 شخصية بارزة في ألمانيا رسالة مفتوحة إلى المستشار ميرتس، طالبوا فيها بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات عليها.
وجاء في نص الرسالة أن "الأطفال الذين لا يشاركون في الحرب، لكنهم يتحملون أوزارها، يتضورون جوعًا ويموتون في قطاع غزة"، مضيفة أن "أكثر من 17 ألف طفل قُتلوا حتى الآن، ومئات الآلاف إما مصابون أو جرحى أو مشرّدون أو يعانون صدمات نفسية ويتضورون جوعًا".
وفي وقت سابق أعلن مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) وافق على اقتراح نتنياهو بالسيطرة على مدينة غزة، ضمن خطة أمنية جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب في القطاع المستمرة منذ شهور.
وأثار هذا الإعلان رفضًا دوليًا وفلسطينيًا واسعًا، وسط تحذيرات من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد كارثي في الأوضاع الإنسانية والسياسية في القطاع المحاصر، مما يفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين، مع دعوات بالتحرك على صعيد المنظمات الدولية.
اقرأ/ي أيضاً: رفض فلسطيني ودولي واسع لخطة "إسرائيل" احتلال مدينة غزة