وصية مؤلمة تركها الشريف لعائلته وأصدقائه

أنس الشريف ومحمد قريقع شهداء الصحافة الذين اغتالتهما آلة القتل "الإسرائيلية"

الإثنين 11 اغسطس 2025

في عمل إجرامي صارخ استهدف الصحافة وحريتها، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد العاشر من آب أغسطس الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع مع عدد من زملائهما أثناء تأدية واجبهم المهني داخل خيمة إعلامية بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وقد أسفر الهجوم عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم خمسة صحفيين ومصورين يعملون مع قناة الجزيرة.

ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن الضحايا شملوا بالإضافة إلى الشريف وقريقع المصورين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل والصحفي محمد الخالدي.

وأصدر الإعلام الحكومي الفلسطيني بياناً أدان فيه بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية التي رفعت عدد الصحفيين الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى مئتين وسبعة وثلاثين صحفياً.

 وحمل البيان الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول الداعمة مسؤولية هذه الجرائم المنظمة ضد الإعلاميين في غزة، كما طالب الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكافة المؤسسات الحقوقية العالمية بإدانة الهجوم وتوفير الحماية العاجلة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية.

بدورها نعت قناة الجزيرة مراسليها الشهيدين مؤكدة أن اغتيالهما يمثل اعتداءً صريحاً ومتعمداً على حرية الصحافة، وذكرت القناة في بيانها أن جيش الاحتلال اعترف صراحة باستهدافه الخيمة الإعلامية قرب مستشفى الشفاء، واستنكرت بشدة محاولات السلطات "الإسرائيلية" المستمرة لإسكات صوت الحقيقة، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف استهداف الصحفيين المتعمد.

وحمّلت جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، مشيرة إلى إقرار الجيش "الإسرائيلي" باستهداف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء.

ورداً على مزاعم الجيش الإسرائيلي التي وصفت الشريف بـ "الإرهابي متنكراً بزي صحفي"، أوضحت الجزيرة أن الشريف تعرض سابقاً لتهديدات وتحريض ممنهج دفعته لنشر منشور على منصاته الاجتماعية أكد فيه انتماءه المهني البحت قائلاً: "أنا صحفي بلا انتماءات سياسية ومهمتي نقل الحقيقة".

وقد ترك الشريف وصية مؤلمة نُشرت عقب استشهاده في منشور على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيها أنه أدى الأمانة، وبذل كل يملك من جهدٍ وقوة، ليكون داعمًا لأبناء شعبه، مذ فتحت عيناه على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، موصياً بالاهتمام بعائلته زوجته وأبنائه الصغار ووالدته.

 

فصائل المقاومة تنعى الشريف وقريقع وتدعو لوقف انتهاكات الاحتلال

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، قائلة: "إن اغتيالهما رفقة مجموعة من الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء "جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية والإجرام".

ودعت الحركة المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى إدانة هذه الجريمة والتحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال غير المسبوقة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية.

وكذلك نعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، مؤكدة أن اغتيالهما جريمة حرب شنيعة كما حذرت في بيانٍ لها: "إن حكومة الاحتلال بدأت بتجهيز مسرح جرائمها القادمة من خلال استهداف الصحفيين الذين يفضحون جرائمها ومجازرها للعالم عبر إسكات أصواتهم بالقتل المباشر والمتعمد".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نعت هي الأخرى الشهداء الصحفيين الخمسة ووصفت اغتيالهم بالجريمة الصهيونية مكتملة الأركان مؤكدة أن الاحتلال يسعى بكل الوسائل لإسكات كل صوت حر ونزيه وشجاع.

وأشادت الجبهة بالدور البطولي والمهني للشهيد أنس الشريف الذي كانت تقاريره جسراً ينقل مأساة غزة للعالم، مع زملائه الذين كانوا صوت الضحايا وصورة الألم وصرخة الجوعى تحت الحصار، مما دفع الاحتلال إلى اغتيالهم لكسر الكاميرا وإخماد الحقيقة.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد