كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في تقريرين منفصلين، عن واقع قاسٍ وانتهاكات خطيرة يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة الأطفال القاصرين (الأشبال) المحتجزين في سجن "مجدو"، إضافة إلى الأسرى البالغين الذين يواجهون أوضاعًا صحية خطيرة.
وأوضحت الهيئة أن إدارة سجون الاحتلال تفرض على الأشبال إجراءات تنكيلية مماثلة لتلك التي تستهدف الأسرى البالغين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشمل احتجازهم في زنازين عارية من أي مقتنيات، وعزلهم بشكل مضاعف، وحرمانهم من زيارة عائلاتهم.
وأضافت أن الاحتلال يتعمد إحضار الأسرى الأطفال للزيارات وأيديهم وأقدامهم مقيدة ومعصوبة الأعين، ورؤوسهم مغطاة بأكياس سوداء، قبل فك العصبة جزئيًا مع إبقاء القيود في اليدين والقدمين، ما يعيق حتى حمل الهاتف خلال الزيارة، رغم مطالبات الطواقم القانونية بوقف هذا الإجراء.
وكشفت محامية الهيئة، عقب زيارتها للأشبال، أن غرف الاحتجاز تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال والأسرى، إذ تنتشر الحشرات، وتنعدم النظافة، ولا تتوفر تهوية أو إنارة مناسبة. كما أشارت إلى تعرض الأشبال يوميًا للإساءة اللفظية، والضرب، والعزل، والتحرش الجنسي، إضافة إلى العقوبات الجماعية.
من جهته، حذّر نادي الأسير في إحاطة صدرت أمس الثلاثاء، عقب زيارات ميدانية جرت بين نهاية تموز/يوليو وبداية آب/أغسطس 2025، من كارثة صحية متصاعدة في السجون، حيث تبين أن غالبية الأسرى يعانون مشاكل صحية، بعضها مزمن وخطير، في ظل استمرار انتشار مرض الجرب الذي أصاب آلاف الأسرى والمعتقلين حتى اليوم.
وأكد النادي أن إدارة السجون تمارس سياسة ممنهجة تهدف إلى سلب الأسير إنسانيته، وإيصاله إلى الإنهاك الجسدي والنفسي عبر ثلاث دوائر رئيسية من الجرائم: التعذيب، التجويع، والحرمان من العلاج، ما تسبب منذ بدء حرب الإبادة باستشهاد 76 أسيرًا ومعتقلًا، لتصبح هذه المرحلة "الأكثر دموية" في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث بلغ إجمالي الشهداء منذ عام 1967 نحو 313 شهيدًا.
وشددت التقارير على أن استمرار هذه الانتهاكات، خاصة بحق الأطفال القاصرين، يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تستدعي تحركًا عاجلًا على المستويات الحقوقية والدولية.