وجّه أهالي مخيم اليرموك رسالة مفتوحة إلى محافظة دمشق، والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تضمنت جملة من المطالب العاجلة التي تعكس معاناتهم اليومية وظروفهم القاسية بعد سنوات من الحصار والدمار والتهجير.
وجاءت الرسالة استناداً إلى استطلاع رأي واسع أجرته شبكة "فلسطينيو سوريا" بين العائلات العائدة والمقيمة في المخيم.
وبيّنت الرسالة أهمية مخيم اليرموك الذي يعد الخاصرة الجنوبية للعاصمة دمشق، وأحد أكثر المناطق التي دفعت ثمناً باهظاً منذ اندلاع الثورة السورية، إذ تعرّض لحصار خانق أفضى إلى مجاعة أودت بحياة العشرات جوعاً وحرماناً، كما طاول الدمار أكثر من 80% من أبنيته وبنيته التحتية، فيما عاش سكانه مأساة الاعتقال والفقدان والشهادة والتهجير.
ورغم عودة قسم من الأهالي مؤخراً، فإن معاناتهم ما زالت مستمرة نتيجة غياب مقومات الحياة الأساسية، التي لخّصتها الرسالة بجملة من المطالب، أبرزها: اعتبار مخيم اليرموك كبقية الأحياء المدمرة في دمشق (جوبر والقابون وغيرها) ووضعه ضمن أولويات الحكومة ومحافظة دمشق في مشاريع إعادة الإعمار، توسيع نطاق مساعدات "أونروا" المالية والغذائية وضمان عدالة التوزيع، تفعيل دور الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب كجهة إشرافية وخدمية مباشرة للأهالي، وإعادة تفعيل اللجنة المحلية للمخيم أو إنشاء بلدية مستقلة تتبع لمحافظة دمشق وتُخصّص لها موازنة وآليات خدمية، في ظل غياب قسم خدمات ونظافة خاص، إضافة إلى تركيب محولات كهربائية جديدة وتقوية شبكة التغذية.
كما شملت المطالب تحسين ضخ المياه بشكل منتظم ومنع الانقطاعات الطويلة، ومعالجة الانسدادات الخطيرة في شبكات الصرف الصحي وإغلاق الريغارات المكشوفة، وإزالة الركام من الشوارع والأحياء المدمرة، وتأمين حاويات نفايات وتفعيل شاحنات جمع القمامة يومياً، ومكافحة الكلاب الشاردة ورش المبيدات ضد الحشرات والجرذان، وتنظيف الأرصفة وتزفيت الطرقات، وفتح فرن للخبز وإنشاء سوق للخضار لخدمة السكان.
وختم الأهالي رسالتهم بمطالبة الجهات الرسمية والدولية المعنية بـ"الإسراع في تبنّي خطة شاملة لإعادة إعمار مخيم اليرموك، أسوة ببقية أحياء دمشق المدمرة، وبما يعيد له دوره الطبيعي في احتضان أبنائه"، مؤكدين أن هذه المطالب تمثل صوت الناس المباشر وآمالهم في عودة الحياة الكريمة إلى المخيم.