واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته العنيفة على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء 26 آب/ أغسطس، باستهداف منازل الفلسطينيين وخيام النازحين، إلى جانب طالبي المساعدات، ما أسفر عن ارتقاء نحو 27 شهيداً وجرح العشرات، بحسب مصادر طبية. في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة عن ارتفاع ضحايا التجويع عقب وفاة عدد من المصابين بسوء التغذية.
وسجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 3 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وجميعهم من البالغين، حيث يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 303 شهيدًا، من بينهم 117 طفلًا.
وكان مصدر في مستشفى الشفاء بغزة قد افاد بارتقاء الشاب حمادة ورش أغا نتيجة التجويع وسوء التغذية المتفاقم في القطاع، مشيراً إلى أن استمرار الحصار وندرة المواد الغذائية أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ما أسهم في وفاة العديد من المدنيين، خصوصًا الأطفال والشباب، بسبب نقص التغذية والرعاية الصحية الأساسية.
وفي الوقت ذاته، حذرت الوزارة من أن بنوك الدم في المستشفيات تعاني من نقص حاد وخطير في وحدات الدم ومكوناته، مشيرة إلى أن نوعية الإصابات الخطرة التي تصل إلى المستشفيات تتطلب وحدات إضافية من الدم لإنقاذ الحياة.
وأكدت الصحة تراجع مصادر تعزيز أرصدة وحدات الدم، بما فيها حملات التبرع، نظرا لتفشي المجاعة وسوء التغذية، موجة نداءً عاجلاً إلى كافة الجهات المعنية لتعزيز أرصدة وحدات الدم في المستشفيات.
ويأتي ذلك فيما واصل جيش الاحتلال استهداف طالبي المساعدات في نقاط التوزيع وقرب ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية التي باتت مصيدة لقتل الفلسطينيين بحسب ما وصفتها مراراً منظمات الإغاثة الدولية والأممية.
وقد أوردت مصادر طبية ارتقاء شهداء من طالبي المساعدات في أماكن عدة، حيث ارتقى 3 فلسطينيين وأصيب عدد آخر بنيران جيش الاحتلال قرب محور نتساريم وسط القطاع.
كما أفاد مجمع ناصر الطبي بارتقاء نحو خمسة شهداء من طالبي المساعدات جنوبي القطاع.
ووسط قطاع غزة أورد مصدر في مستشفى العودة بانتشال 3 شهداء إثر غارة "إسرائيلية" على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأشارت المصادر الطبية إلى أنه لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة أبو زبيدة في مخيم البريج وسط القطاع.
كما استشهد فلسطيني وزوجته، وأصيب عدد آخر، عقب استهداف من طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال خيمة تؤوي نازحين من عائلة الداية بمنطقة السوارحة غرب النصيرات.
وفي محافظة دير البلح، استشهدت سيدتان، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال مستودعًا يؤوي نازحين في شارع عكيلة.
أما في مدينة غزة، فقد ارتقى فلسطينيين اثنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلين بمخيم الشاطئ، وشارع الجلاء، في حين أن عددا من الشهداء ارتقوا، وأصيب آخرون، جراء استهداف جيش الاحتلال شارع البساتين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث يواصل تدمير عدد من المنازل في تلك المنطقة.
وفي الأثناء، استشهد طفل، وأصيب عدد آخر، جراء استهداف من طائرات الأباتشي منزلا يعود لعائلة زقوت في شارع الصفطاوي شمال غرب غزة.
كما استشهد سبعة من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال منزلين في حي الصبرة ومفترق الغفري بمدينة غزة، ولا يزال هناك مفقودين تحت الأنقاض.
كما استهدف الاحتلال عبر طائرة مسيرة "كواد كابتر" مدرستي الزيتون والمجدل، اللتان تؤويان عائلات نازحة بقنابل عدة.
وفي هذه الأثناء، يواصل الاحتلال تدمير منازل شمال غزة، باستخدام عربات عسكرية مفخخة، كما فجر الاحتلال روبوتا مفخخا بين منازل الفلسطينيين في المناطق الشمالية لجباليا النزلة.
وليلة أمس، استشهدت عائلة مكونة من ستة أفراد، بينهم 3 أطفال، من عائلة كوارع، في غارة على مواصى القرارة غرب شمال خان يونس.
الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
في سياقٍ متصل، جددت الأمم المتحدة، مساء الاثنين، تحذيراتها من استمرار "إسرائيل" في تقييد وعرقلة وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذّرة من أن هذه الإجراءات تعيق عمليات إنقاذ الأرواح وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة في نيويورك: "إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أبلغ بأن إسرائيل ما تزال تمنع مرور قوافل الإغاثة"، مشيراً إلى أن السلطات "الإسرائيلية" رفضت الأحد الماضي 8 بعثات مساعدات إنسانية من أصل 15 بعثة تطلبت التنسيق، فيما منعت البعثات السبع الأخرى بشكل كامل.
وأوضح دوجاريك أن "إسرائيل" تغلق منذ الثاني من مارس/آذار جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية، رغم تكدّس مئات الشاحنات المحملة بالإغاثة على الحدود، حيث تسمح "إسرائيل" بإدخال كميات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون أوضاعاً مأساوية.
وأضاف المتحدث الأممي أن استمرار الغارات الجوية والأعمال العدائية في القطاع، بما في ذلك الهجمات المتكررة على المرافق الصحية، يوقع المزيد من الضحايا المدنيين، ويُلحق أضراراً بالغة بالبنية التحتية الحيوية، بعضها يُدمَّر بشكل كامل.
كما أشار إلى أن عدد النازحين قسراً داخل قطاع غزة تجاوز 800 ألف شخص منذ انتهاء وقف إطلاق النار في منتصف مارس/آذار، مما يفاقم من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتسم بالمجاعة ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة تواصل دعواتها المتكررة لضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى المدنيين في غزة، مشدداً على أن حرمان السكان من احتياجاتهم الأساسية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.