يشهد مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق حراكاً شعبياً وتنظيمياً استعداداً لإطلاق حملة تبرعات تنموية تحت شعار "أبشر يا مخيم اليرموك"، أسوة بما شهدته محافظات سورية عدة مثل درعا وحمص ودير الزور وحماة ودمشق من حملات مشابهة لدعم خطط التنمية المحلية.
الحملة التي أعلنت عنها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، كشف تفاصيلها معاون رئيس الهيئة الأستاذ سيد المصري، قائلاً: لأن مخيماتنا تستحق، ولأنها لاقت كما أخواتها من المحافظات السورية ما لاقت من بطش وإجرام النظام البائد، نعلن نحن في الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب عن البذل بالتجهيز لإطلاق حملة أبشر يا يرموك، وذلك على غرار الحملات التي انطلقت في المحافظات الأخرى كـ"أبشر يا حوران" و"أربعاء حمص" و"دير العز".
وأضاف: "هدفنا إعادة الحياة إلى مخيماتنا المدمرة كمخيم اليرموك ودرعا وحندرات، وندعو كل المؤسسات والشخصيات الراغبة للمشاركة والتواصل معنا عبر معرفاتنا المنشورة. أبشر يا يرموك".
وعقد عدد من النشطاء من أبناء المخيم، بينهم إعلاميون ومهندسون وفاعلون اجتماعيون، اجتماعاً تشاورياً مفتوحاً عبر مجموعات التواصل الاجتماعي، حضره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، لمناقشة آليات إنجاح الحملة وحشد الرأي العام حولها. وتركّز النقاش على صياغة مقترحات عملية تحدد أولويات المرحلة الراهنة، بما في ذلك الحاجات العاجلة للأهالي وخطط إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية، بانتظار تحديد آليات إطلاق الحملة وموعدها والتفاصيل المتعلقة بإنجاحها.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس أيمن برغيس، عضو لجنة التنمية في المخيم، أنّ فريقاً من سبعة مهندسين من أبناء المخيم، بالتعاون مع فريق "ملهم التطوعي"، يعمل منذ ثلاثة أشهر على إعداد قاعدة بيانات شاملة تتعلق بالجانب الإنشائي والهندسي.
وقال: "لدينا معلومات وافية عن احتياجات المخيم من إزالة الردم، وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه. والقاعدة التي نعمل عليها ستصبح جاهزة خلال يومين، وتشمل الأبنية التي تحتاج إلى ترميم أو إزالة أو إعادة إعمار".
وتابع: "نطمئن الجميع بأن هذه الناحية أصبحت جاهزة، وما نحتاج إليه الآن هو تركيز الجهود على تنظيم الحملة وآلية جمع التبرعات وإدارة الشأن المالي بشفافية وقبول عام".
ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه مخيم اليرموك عودة متزايدة للأهالي بعد مرور نحو تسعة أشهر على سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إذ قُدّر عدد العائلات العائدة بحوالي 1200 عائلة، بالتزامن مع إزالة الحواجز الأمنية وفتح الطرقات.
وتتم العودة وسط مبادرات فردية لترميم المنازل والبنى التحتية التي دُمّرت بنسبة تفوق 80% خلال سنوات الحرب، ما يضاعف الحاجة إلى تدخلات حكومية ومجتمعية ومبادرات منظمة تعيد إحياء المخيم وتخفف معاناة سكانه.