نظّم نشطاء فلسطينيون وسوريون، بالتعاون مع شبكة "كلنا فلسطين كلنا غزة" وفريق "سوريون مع فلسطين"، وقفة احتجاجية صامتة أمس الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي عند مدخل سوق الحميدية وسط العاصمة دمشق، وذلك بالتزامن مع انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
خلال الوقفة، أحرق المشاركون علم الاحتلال "الإسرائيلي" رفضاً لجرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير بحق الشعب الفلسطيني، ورفعوا لافتات تندد بحل الدولتين، وتؤكد دعم المقاومة حتى تحرير كامل فلسطين وعودة أهلها إلى أراضيهم على امتداد 27 ألف كيلومتر مربع.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" واكبت الوقفة، والتقت عدداً من المشاركين والمنظمين. وقال محمد جمال جودي: "أقف هنا، وأقل ما أستطيع قوله لأهلي في غزة أن هذا ما أستطيع فعله، ولو كان بيدي أن أقدّم أكثر لفعلت. حتى نفسي على استعداد أن أهبها لهم. رسالتي إلى أهل غزة: صمودكم سيغيّر العالم، وبقاؤكم سيغيّر مجرى الأمور، أنتم صانعو مستقبل البشرية بالحق والنصر".
أما فداء قاسم من منظمة الشبيبة الفلسطينية، فأكد: "نقف هنا تضامناً مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية والتجويع، وما نراه جميعاً من معاناة إنسانية. رسالتنا هي أن يقف العالم والأنظمة العربية إلى جانب غزة، وأن يرفضوا هذه الإبادة. لقد رأينا اليوم كيف انتفضت إيطاليا من أجل غزة، لكننا لا نريد إيطاليا وحدها، بل كل الشعوب العربية والأجنبية أن تقف مع غزة."
كما وجّه الناشط الفلسطيني أحمد سليمان رسالة من دمشق إلى العالم قائلاً: "من مخيمات الشتات في سوريا نقول لأهلنا في غزة: نحن معكم قلباً وقالباً. رسالتنا إلى الدول الأوروبية التي خرجت نصرة لغزة: أوقفوا الهجمات والإبادة بحق شعبنا الفلسطيني".
وخصّ سليمان بالتحية الشعب الإيطالي، واصفاً إياه بالشقيق الذي شهد يوم أمس مظاهرات عارمة في أكثر من 79 مدينة دعماً لغزة وضغطاً على حكومته لوقف المساعدات الاقتصادية والعسكرية للكيان المجرم.
من جهته، قال علي إسماعيل، مسؤول منظمة الشبيبة في مخيم جرمانا: "وقفتنا اليوم تهدف إلى وقف الإبادة والجوع والحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة، ولا سيما الأطفال الذين يموتون يومياً. نطالب كافة دول العالم بفتح الحدود للدفاع عن شعبنا في قطاع غزة. فلسطين ليست ملكاً لفئة وحدها، بل هي قضية الأمة كلها، وخاصة الأمة الإسلامية."
وفي ختام الوقفة، سلّم الناشط السوري عمر غفير والصحفية الفلسطينية راما قضباشي مذكرة موحّدة باسم شبكة "كلنا فلسطين كلنا غزة" إلى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة في دمشق، موجهة إلى أنطونيو غوتيريس.
وجاء في المذكرة أن الحرب المستمرة منذ 717 يوماً تمثل "إبادة جماعية" وفق توصيف المحكمة الدولية، وقد حصدت أرواح عشرات الآلاف بينهم 20 ألف طفل في غزة قُتلوا بدم بارد.
ونددت المذكرة بعجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمحاكم الدولية عن وقف هذه الجرائم، معتبرة أن ذلك يضع وجود القانون الدولي على المحك، ويطرح سؤالاً مشروعاً عن مبرر بقاء "إسرائيل" عضواً في الأمم المتحدة.
وأكدت المذكرة أن الاحتلال تمادى في انتهاكاته حتى وصل إلى حد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة "شخصاً غير مرغوب به"، ومنع منظمات الأمم المتحدة من أداء عملها الإنساني، بينما يُقتل موظفوها، ويضطر زملاؤهم للإضراب احتجاجاً.
وطالبت المذكرة بتحويل أعمال الدورة 80 للجمعية العامة إلى منصة لحشد الجهود الدولية لوقف حرب الإبادة وتأمين الحماية لقوافل الصمود البحرية المتجهة إلى غزة. كما دعت إلى إعادة العمل بالقرار 3379 الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية، باعتبار أن وقائع الحرب الحالية تكشف الطبيعة العنصرية للصهيونية.
وشددت المذكرة كذلك على ضرورة وضع ضوابط أخلاقية وقانونية لاستخدام التكنولوجيا بعد فضائح تورط شركات كبرى في تسخير منتجاتها لخدمة الحرب على غزة، داعيةً إلى محاسبة تلك الشركات ومنع الإفلات من العقاب.
واختتمت المذكرة بالتأكيد على أن شعوب العالم سئمت بيانات القلق والاستهجان، وتنتظر من الأمم المتحدة أفعالاً ملموسة تعيد ثقة الإنسانية بها، كما جاء في ديباجتها الأولى: "نحن شعوب العالم."