شهدت مدرسة الصرفند التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، صباح اليوم الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر، إضراباً تحذيرياً التزم به المعلمون استجابةً لقرار اتحاد المعلمين في لبنان، احتجاجاً على حادثة اعتداءٍ استهدفت إدارة المدرسة ومعلميها قبل يومين.

وأفادت مصادر محلية أن اللجنة الأهلية تولّت منذ ساعات الصباح صرف الطلاب عند مدخل المدرسة، تأكيداً لالتزام الكادر التعليمي بقرار الإضراب الذي أعلنه الاتحاد، بينما ساد الهدوء محيط المدرسة دون تسجيل أي توترات.

ويأتي الإضراب، رغم إعلان اللجنة الشعبية في مخيم البرج الشمالي استئناف الدوام الدراسي في مدارس "أونروا" اليوم الاثنين، بعد ما قالت إنه جرت "معالجة المشكلة التي طرأت في مدرسة الصرفند"، داعيةً الطلاب إلى العودة إلى مقاعد الدراسة، ومؤكدةً التزامها بالتعاون مع الفصائل والمؤسسات لضمان سير العملية التعليمية وحماية المدارس كـ"منارات للعلم".

في المقابل، أصدر اتحاد المعلمين في لبنان بياناً أدان فيه بأشد العبارات حادثة الاعتداء، معتبراً أنها "انتهاك صارخ لحرمة المؤسسة التربوية وهيبتها، واعتداء خطير على كرامة المعلم ومكانته"، مشدداً على أن "المدرسة ليست ساحة لتصفية الحسابات، بل منارة للتربية وملاذ آمن لأبنائنا".

ودعا الاتحاد وكالة "أونروا" إلى "تحمّل مسؤولياتها الكاملة عبر اتخاذ إجراءات فورية تضمن حماية الموظفين وصون كرامتهم وسلامتهم أثناء قيامهم بواجبهم التربوي"، كما طالب اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية في"الحفاظ على أمن المؤسسات التربوية ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تهدد السلم التربوي والمجتمعي".

وحثّ الاتحاد الأهالي على التعاون الإيجابي والبنّاء مع الإدارات التعليمية، مؤكداً أنّ "الاعتداء على المعلم هو اعتداء على رسالة التربية بأكملها"، مشيراً إلى أنه "لن يقف مكتوف الأيدي إزاء أي مساس بكرامة المعلم أو محاولة للنيل من دوره ومكانته".

واختتم الاتحاد بيانه بالتشديد على أنّ "حماية المدرسة والمعلم مسؤولية جماعية لا تهاون فيها، ومن خلالها فقط نضمن مستقبل أبنائنا وحقهم في التعليم في بيئة آمنة ومحترمة".

ويُعدّ هذا الإضراب التحذيري خطوة احتجاجية أولى من نوعها في مدرسة الصرفند منذ بدء العام الدراسي، وسط دعوات متزايدة من المعلمين والأهالي لحماية المؤسسات التعليمية وضمان أمنها.