عقدت محكمة الاحتلال المركزية في مدينة حيفا صباح اليوم الاثنين جلسة تمهيدية في ملف الصحافي سعيد حسنين من مدينة شفاعمرو، تمهيدًا لبدء جلسات سماع الشهادات والبيّنات في القضية التي يواجه فيها اتهامات بالتواصل مع عميل أجنبي وإظهار التضامن مع منظمة "إرهابية"، وفق توصيف سلطات الاحتلال.
وحضر الجلسة حسنين إلى جانب عشرات من أفراد أسرته ونشطاء متضامنين وعدد من القيادات العربية، في مشهد يعكس تضامناً واسعاً مع الصحافي الذي تعتبره هيئة الدفاع ضحية استهداف لحرية العمل الصحافي والتعبير.
وخلال الجلسة، عرض محامي الدفاع نمير إدلبي المستندات والأدلة المتعلقة بالقضية، إلى جانب أسماء الشهود الذين ستستمع شهاداتهم في الجلسات المقبلة، والمقرّر عقد أولها في 31 كانون الأول/ديسمبر 2025.
وقال إدلبي لموقع "عرب 48": إن النقاش خلال الجلسة تناول طبيعة المواد التي استخدمت في التحقيق وما يمكن تقديمه مسبقًا لهيئة المحكمة، مشيرًا إلى أن الحديث تطور مع القاضي حول صيغة الاتهامات نفسها.
وأضاف أن موقف الدفاع ثابت، مؤكدًا أن موكله ينكر كليًا الاتهامات الموجّهة إليه، خاصة تهمة "التخابر مع عميل أجنبي"، موضحًا أن الأقوال التي أدلى بها حسنين في مقابلته مع قناة الأقصى تقرأ في إطار التحليل الصحافي لموقف سياسي معين، وليست تماهياً مع منظمة تصنفها إسرائيل "إرهابية".
واستشهد المحامي بمثال صحافي "إسرائيلي" أجرى مقابلة مع قائد حركة حماس السابق في غزة يحيى السنوار عام 2006، دون أن توجه إليه أي تهم، معتبرًا أن ذلك يظهر ازدواجية المعايير وتشددًا غير مبرر في التعامل مع حسنين.
وأكد إدلبي أن المعركة القضائية مستمرة، مشددًا على أن هدف فريق الدفاع هو تبرئة حسنين عبر تقديم الحجج القانونية والسابقة القضائية أمام المحكمة.
وكانت المحكمة المركزية في حيفا قد أحالت حسنين إلى الحبس المنزلي في بلدة كفر مندا في 13 أيار/مايو الماضي بشروط مقيّدة، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الاعتقال في ظروف وصفها محاموه بالقاسية.
ولا يزال حسنين مبعدًا عن مدينته شفاعمرو وممنوعًا من استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم سماح المحكمة له مؤخرًا بمغادرة المنزل لساعتين يوميًا.
وتعود قضية اعتقال حسنين إلى 5 شباط/فبراير الماضي، حين اقتحمت الشرطة "الإسرائيلية" منزله، وفتشته وحققت مع أفراد أسرته، عقب حملة تحريض مكثفة قادتها وسائل إعلام "إسرائيلية" ومجموعات يمينية متطرفة، على خلفية مقابلة أجراها مع قناة "الأقصى".
وتتضمن لائحة الاتهام الموجّهة له التواصل مع عميل أجنبي وإظهار التضامن مع منظمة إرهابية، بزعم أنه مدح حركة حماس وحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله خلال مقابلات إعلامية، في حين تؤكد هيئة الدفاع أن تصريحاته تندرج ضمن حرية التعبير والعمل الصحافي المشروع.
موضوع ذو صلة: الاحتلال يقدّم لائحة اتهام ضد الصحافي سعيد حسنين