صعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من عدوانه على بلدات ومخيمات الضفة الغربية، عبر اقتحامات موسعة نفذها صباح اليوم الثلاثاء 21 تشرين الأول/أكتوبر، تخللها إطلاق كثيف للرصاص والغاز السام، ما أدى إلى إصابة العشرات، في ظل حملات الاعتقال التي طالت عددًا من الفلسطينيين، واستمرار إغلاق الشوارع الرئيسية وفرض البوابات الحديدية.

ووفقًا لمصادر طبية، أُصيب فلسطينيان بالرصاص الحي، و10 آخرون بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال مدن نابلس ورام الله والخليل وجنين والبيرة وطولكرم، حيث نفذت قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال واسعة استهدفت منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه تعاملت في رام الله مع إصابة شاب بالرصاص الحي في القدم عند معبر قلنديا، وقد جرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وفي نابلس، أصيب شاب بشظايا الرصاص الحي و10 آخرون بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين منطقة قبر يوسف والبلدة القديمة، حيث تمركزت آليات الاحتلال قرب السوق الشرقي، وصادرت مركبة فلسطينية قبل أن تنسحب، فيما أغلقت شارع عمان بالسواتر الترابية.

وفي القدس المحتلة، أصيب شاب من بلدة الرام شمال المدينة برصاص الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

كما أجبرت قوات الاحتلال المقدسي ناصر يوسف أبو رميلة على هدم منزله في بلدة الطور بحجة البناء دون ترخيص، في إطار سياسة الهدم والتهجير القسري التي تستهدف أهالي المدينة.

وفي السياق ذاته، اقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى، وأدت طقوسًا تلمودية مقابل قبة الصخرة، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في باحات المسجد وتقييد دخول المصلين الفلسطينيين.

أما في الخليل، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي الشيوخ وسعير شمال شرق المدينة، واعتقلت الشقيقين عيسى ومحمد روحي حلايقة بعد مداهمة منزلهما وتفتيشه.

كما أحرقت مليشيات المستوطنين خيامًا زراعية للأهالي في منطقة "إخلال العدرة" شرق قرية الكرمل جنوب المدينة، فيما اقتحمت مجموعات أخرى خربة المفقّرة في مسافر يطا جنوب الخليل.

وفي جنين، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات ودهم عنيفة في قريتي برقين وعنزا، حيث اختطفت وحدة “مستعربين” الشاب مجاهد زكي صدقة (37 عامًا) بعد محاصرة منزله، فيما اعتقل أربعة مواطنين آخرين خلال مداهمات متفرقة.

وفي مدينة البيرة، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان بعد اقتحام المدينة ومخيم الأمعري، وهم: أسيد وليد عابد، وأحمد عبد المحسن، وأسامة عبد المحسن، ومحمد خلف، عقب دهم وتفتيش منازل ذويهم.

كما طالت الاقتحامات بلدة قفين شمال طولكرم، حيث اعتُقل الشاب نذير صباح، إلى جانب مداهمات أخرى في عطارة ودير عمار بمحافظة رام الله دون تسجيل اعتقالات إضافية.

وتأتي هذه الاقتحامات المتصاعدة ضمن عدوان مستمر يستهدف مدن وبلدات الضفة الغربية منذ أشهر، تتخلله عمليات إطلاق نار واعتقالات جماعية وإغلاق طرق رئيسية، وسط تصاعد التوتر الميداني واستمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.