شهد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، مساء أمس الخميس 23 تشرين الأول/ اكتوبر، حالة من الرعب والهلع إثر إطلاق قذيفتين من نوع "آر بي جي" في سماء المخيم، أعقبها إطلاق نار كثيف، من قبل اللاجئ الفلسطيني محمد شمعون، احتجاجاً على فصل والده من حركة "فتح" وتجميد راتبه للشهر الثالث على التوالي.

وقال مسؤول إعلام الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان عبد الهادي أسدي في تصريح لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن محمد شمعون أطلق قذيفة "آر بي جي" من دون سابق إنذار، تبعها إطلاق نار عشوائي داخل المخيم، ما تسبب بحالة خوف شديدة بين الأهالي، خصوصاً الأطفال.

وأضاف: "قمنا سابقاً بفصل والده وإيقاف راتبه منذ نحو ثلاثة أشهر، لكن ما أقدم عليه ابنه هو تصرف مجرم لا يمكن تبريره، وقد أرعب السكان وأخلّ بالأمن العام داخل المخيم."

وأوضح أسدي أن قوات الأمن الوطني الفلسطيني تدخلت سريعاً لمعالجة الموقف، وتمكنت من تسليم مطلق النار إلى الجهات المختصة، مؤكداً أن "أي شخص لا يمكنه استخدام السلاح بهذه الطريقة بحجة فصل أحد أو إيقاف راتبه"، مشدداً على أن هذه الأساليب لن تؤدي إلى حلول، بل إلى "مزيد من الفوضى داخل المخيمات".

من جهتها، أفادت مصادر محلية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن شمعون، بعد إطلاقه القذيفة في الهواء، وجّه نيران سلاحه نحو أحد مكاتب حركة "فتح" في المخيم، ما أدى إلى اندلاع اشتباك محدود وتبادل لإطلاق النار قبل أن تتم السيطرة على الموقف.

وأشارت المصادر إلى أن الشاب كان قد طالب مراراً خلال الأشهر الثلاثة الماضية بإعادة راتب والده، إلا أن الرد الرسمي الذي تلقّاه كان بأن والده مفصول من الحركة، وهو ما أثار غضبه ودفعه إلى هذا التصرف العنيف.

وتأتي الحادثة في ظل توترات داخلية تشهدها حركة "فتح" في لبنان، بعد سلسلة من التغييرات الإدارية والعسكرية التي أدت إلى إقالة عدد من القيادات والعناصر ووقف رواتبهم، كما أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبقتها قبل نحو شهر واقعة مشابهة أطلق خلالها عدد من المفصولين من الحركة قذيفة وأعيرة نارية في الهواء احتجاجاً على قرارات الفصل.

ويُذكر أن مخيم الرشيدية الواقع جنوبي مدينة صور يُعد من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويعيش فيه آلاف اللاجئين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، فيما تتكرر فيه حوادث إطلاق النار الفردية نتيجة الخلافات التنظيمية والمطالب المعيشية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد