تتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة "الإسرائيلية" والحصار المستمر، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه السادس عشر فيما تحذّر المؤسسات المحلية والدولية من تفاقم المخاطر على حياة المدنيين مع اقتراب فصل الشتاء.
ويأتي ذلك في ظل استمرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيث أطلقت الزوارق الحربية "الإسرائيلية" النار على مراكب الصيادين قبالة ساحل مدينة غزة، كما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة شرقي خان يونس، في حين أفادت مصادر محلية بأن الجيش "الإسرائيلي" نسف مباني سكنية شرقي وجنوبي مدينة غزة للمرة الرابعة خلال الليلة الماضية.
وحذر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، اليوم الأحد 26 تشرين الأول/ اكتوبر، من أنّ المباني المدمّرة والآيلة للسقوط تشكّل تهديدًا حقيقيًا لحياة آلاف السكان، مؤكداً على الحاجة الملحّة لإدخال معدات ثقيلة لتمكين فرق الإنقاذ من إزالة الركام الهائل الذي يغطي أحياء كاملة.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس بلدية غزة يحيى السراج إلى أن عدم دخول الآليات حتى الآن يعرقل عمل البلديات، موضحاً أن القطاع يحتاج حالياً إلى 250 آلية لدعم عمليات الإزالة والتنظيف، وقرابة 1000 طن من مادة الأسمنت لإصلاح شبكة المياه وبناء الآبار.
وأضاف السراج أن البلديات تعمل بقدرات محدودة، وأنها ستباشر العمل على مدار الساعة فور السماح بإدخال المعدات اللازمة.
أطباء بلا حدود: "إسرائيل" تستخدم المساعدات الإنسانية ورقة ضغط
وفي ظل هذا الدمار الواسع، أكدت منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في غزة، كارولين وِلمِن، أن "إسرائيل" ما زالت تستخدم المساعدات الإنسانية كورقة ضغط ضد الفلسطينيين رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت ويلمن: إن الهجمات على القطاع انخفضت بشكل ملحوظ منذ بدء تنفيذ الاتفاق، لكنها أشارت إلى أن الجيش "الإسرائيلي" شنّ هجوماً واسعاً في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وما زال يطلق النار بشكل شبه يومي.
وأضافت أن الوضع الإنساني لم يتحسن كثيراً، إذ يعاني مئات الآلاف من السكان من نقص المياه والمأوى، ويعيش معظمهم في خيام موقتة، فيما تواصل فرق المنظمة تسجيل حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال والحوامل.
وأوضحت أن تقديم الخدمات الصحية اليومية ما زال بالغ الصعوبة، مشيرة إلى أن سكان غزة يعيشون منذ عامين في ظل رعب الإبادة الجماعية، وأن الحد الأدنى من الشروط الإنسانية الأساسية لم يتحقق بعد.
