نفّذت قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم شاتيلا بالعاصمة اللبنانية بيروت، حملة أمنية واسعة تمكّنت خلالها من السيطرة على أربع غرف رئيسية كانت تستخدم لبيع المخدرات، وتحويلها إلى مقرات عسكرية تابعة لها، في خطوةٍ لاقت ترحيباً واسعاً من الأهالي والسكان الذين عبّروا عن ارتياحهم بعد سنوات من الفوضى والانفلات في تلك المنطقة.
وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بأن المداهمة استهدفت غرفاً تقع في الطابق الأول من أحد الأبنية داخل المخيم، من بينها الغرفة المعروفة باسم "اللداوي"، والتي كانت تشكّل مركزاً رئيسياً لتجارة وترويج المخدرات. وأوضح أن عناصر الأمن نظّفوا المكان، وأزالوا النفايات وجرى تنظيمه بالكامل بعد السيطرة عليه.
وأشار المراسل إلى أن قوات الأمن الوطني استقدمت عناصر من خارج المخيم، من مناطق مثل برج البراجنة ومواقع أخرى قريبة، لإقامة نقاط ثابتة في تلك الغرف وتحويلها إلى مواقع عسكرية دائمة تمنع إعادة استخدامها في تجارة المخدرات.
وأكد أن الزبائن الذين اعتادوا التوجه إلى هذه الغرف لشراء المواد المخدّرة، قد طردوا بعد إغلاقها، لافتاً إلى أن أكثر من 90% من هؤلاء الأشخاص هم من خارج المخيم وليسوا فلسطينيين.
"المخدرات مخدراتكن والتجار تجاركم والمتعاطين ولادكم فحلوا عن المخيم"
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 28, 2025
لافتة خلال الاحتجاجات على تفاقم ظاهرة المخدرات في #مخيم_شاتيلا جنوب #بيروت pic.twitter.com/R7SVLqGWQl
وأضاف المراسل أن هذه الإجراءات الأمنية جاءت بعد تصاعد الجرائم والإشكالات في المنطقة، لا سيما جريمة القتل التي هزّت المخيم صباح الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر، حين عُثر على جثة امرأة مجهولة الهوية أمام أحد الأماكن المعروفة بتجارة المخدرات في محيط ما يعرف بـ"مقر القيادة العامة".
وأشار إلى أن المنطقة تعد من أخطر البؤر الأمنية في شاتيلا، ويقصدها يومياً المتعاطون وتجار من خارج المخيم لشراء أنواع مختلفة من المواد المخدّرة.
وقبل ذلك بيوم واحد، شهد المخيم حادثة مروّعة أخرى تمثّلت بمقتل الشاب اللبناني إيليو-أرنستو أبو حنّا فجر الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر، بعد إطلاق نار قرب أحد الحواجز الأمنية الفلسطينية عند مدخل المخيم.
ووفق المعلومات الأولية، فقد رفض الشاب التوقف عند الحاجز ما أدى إلى إطلاق النار عليه وإصابته إصابة خطيرة توفي على إثرها لاحقاً.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن الحادثة كانت عرضية ولا خلفيات سياسية أو أمنية لها، فيما رجّحت روايات محلية أن الشاب كان يقود سيارته في منطقة تعرف بانتشار تجارة المخدرات، ما تسبب في ارتباك عناصر الحاجز وإطلاق النار عن طريق الخطأ.
ويعد مخيم شاتيلا من أكثر المناطق التي تأثرت بانتشار تجارة وتعاطي المخدرات في العاصمة اللبنانية، بعد أن حولته عصابات لبنانية مختصة بإنتاج وترويج المواد المخدرة إلى سوق مفتوحة يرتادها مدمنون من مختلف المناطق، ما أثار استياء وغضبا متزايدين بين الفلسطينيين في المخيم الذين يطالبون منذ أشهر بضبط الوضع الأمني وتنظيف المنطقة من العصابات والمروجين.
وأعرب عدد من سكان المخيم عن ارتياحهم الكبير لإجراءات الأمن الوطني، مؤكدين أن الخطوة تمثّل بداية حقيقية لاستعادة الأمن والنظام في المنطقة التي طالما كانت بؤرة للجرائم والمخاطر الاجتماعية.
