تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عملياتها العسكرية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما القصف المدفعي وعمليات النسف، تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية والصحية بشكل خطير داخل القطاع المحاصر.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات مسيّرة تابعة للاحتلال شنّت غارة قرب شارع السكة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة طفل بجروح متفاوتة، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف وهدم في مناطق عدة من القطاع.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال الأحياء الشرقية لمدينة غزة، بما في ذلك منطقتا التفاح والدرج، إلى جانب قصف مناطق "الخط الأصفر" شرق خانيونس وشرق مدينة غزة.
وشهدت المناطق الجنوبية الشرقية لخانيونس تجريفًا واسعًا وتدميرًا للمنازل نفذته آليات الهدم التابعة للاحتلال، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثف استهدف أحياء مدنية.
وفي ظل استمرار العدوان، حذّرت منظمات أهلية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، مؤكدةً عدم حدوث أي تحسّن في نوع أو كمية المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة لقناة الجزيرة: إن الفلسطينيين ما زالوا يعانون من تداعيات الحرب وشحّ المساعدات، مضيفًا: "نحن بحاجة ماسة إلى نحو 300 ألف خيمة وملابس شتوية عاجلة للسكان المشردين".
من جانبه، كشف مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، زهير الوحيدي، عن تدهور خطير في الوضع الصحي، موضحًا أن نسبة نقص الأدوية بلغت 56%، فيما وصل النقص في المستلزمات الطبية إلى 68%، ولوازم المختبرات إلى 67%.
وأشار الوحيدي إلى أن جراحات العظام تواجه نقصًا بنسبة 83%، بينما توقفت جراحات القلب المفتوح كليًا بنسبة 100%، وتواجه خدمات الكلى ومثبتات العظام نقصًا حادًا وصل إلى 80%.
وأضاف أن الفجوات الأكبر تتركز في أقسام الطوارئ والتخدير والعناية المركزة والأدوية الجراحية الأساسية.
وأوضح أن إدخال السلع والأدوية إلى القطاع يخضع لقيود مشددة، إذ تتطلب العملية تصاريح من سلطات الاحتلال للتجار والمنظمات الدولية، ما يؤدي إلى تأخير أو رفض الكثير من الطلبات الحيوية.
كما تفرض سلطات الاحتلال قوائم بالسلع المحظورة، وتتعمد تأخير الموافقات، مما يبقي الإمدادات الحيوية مفقودة منذ أكثر من عامين.
وأكد الوحيدي أن ما وصل من أدوية ومستلزمات طبية خلال العام الماضي لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية، إذ لم تدخل سوى ست أو سبع شحنات صغيرة فقط، لا تكفي لسد العجز الهائل في القطاع الصحي الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخه.
