تستمر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في أداء دورها الإنساني في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها شرقي القدس، رغم تصاعد الأوضاع الميدانية وتفاقم العنف الاستيطاني والانتهاكات اليومية للاحتلال "الإسرائيلي".
وأكد مدير شؤون "أونروا" في الضفة الغربية "رولاند فريدريك" أن أكثر من 4,600 موظف وموظفة يواصلون تقديم الخدمات الأساسية لأكثر من 930 ألف لاجئ فلسطيني، رغم الظروف الصعبة وانكماش الحيّز الإنساني وتزايد القيود المفروضة على الحركة والوصول.
وأوضح "فريدريك" أن الوكالة الأممية تواصل تقديم خدماتها في مجالات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الاجتماعية والبنية التحتية والصحة البيئية والتمويل الصغير، باعتبارها شريان حياة أساسيًا لعشرات آلاف الأسر الفلسطينية التي تواجه تبعات الحصار والاحتلال والعنف الاستيطاني.
وفي سياق متصل، تتواصل الاعتداءات "الإسرائيلية" على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ294 على التوالي، وسط تصعيد واسع بالاقتحامات والاعتقالات وعمليات القنص والتخريب، بالتزامن مع هجمات متكررة من المستوطنين ضد الأهالي وممتلكاتهم.
وذكرت اللجنة الإعلامية في بيان اليوم الإثنين 10 تشرين الثاني/ نوفمبر أن قوات الاحتلال داهمت منازل عائلة حواشين في مخيم جنين، واعتدت على أفرادها بالضرب المبرح، واعتقلت شقيقين أحدهما حديث الزواج، فيما نفذت مداهمات في بلدات الزبابدة، اليامون، قباطية، وعرابة، رافقها تخريب للمنازل واعتقالات واسعة.
وشهدت بلدات يعبد، قباطية، وعرابة مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابات عدة، بينها شاب أصيب في الصدر والكتف أثناء محاولته اجتياز جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس.
في المقابل، صعّد المستوطنون من هجماتهم على قرى جنين، إذ هاجم أكثر من 60 مستوطنًا منازل الفلسطينيين في قرية رابا جنوب شرق المدينة، واعتدوا على الأهالي بالحجارة والعصي وأحرقوا أراضي زراعية في عرابة، كما اعتدوا على الشاب عوض أبو الرب من بلدة مسلية ما أدى إلى إصابته بجروح وكسور مختلفة وفق اللجنة الإعلامية.
وقالت اللجنة الإعلامية: إن قوات الاحتلال اقتحمت مدارس في السيلة الحارثية وبير الباشا، وحولت منازل في يعبد إلى ثكنات عسكرية، واعتقلت الطفل ركان عمارنة (13 عامًا) بعد الاعتداء عليه، إلى جانب مداهمات واعتقالات أخرى في حرش السعادة وعرابة.
وفي ظل هذا التصعيد، أشارت اللجنة إلى تواصل الاعتقالات السياسية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحق عدد من النشطاء والأسرى المحررين، من بينهم الأسير المحرر أسامة الحروب المعتقل منذ 256 يومًا رغم صدور قرار بالإفراج عنه، إضافة إلى استمرار احتجاز الشابين مجاهد منتصر شحادة ولؤي الناطور، ما أثار موجة انتقادات حقوقية واسعة ومطالبات بوقف التنسيق الأمني وإنهاء الاعتقال السياسي.
ومنذ بداية العدوان على جنين ومخيمها، ارتقى أكثر من 66 شهيدًا بينهم أربعة قُتلوا برصاص أجهزة أمن السلطة، فيما فُرض حصار شامل على المخيم وهُجّر سكانه، وسط تقاعس المؤسسات الرسمية عن توفير الخدمات الأساسية أو تعويض العائلات المتضررة.
وينظم الأهالي وقفات احتجاجية يومية رفضًا لهذا الإهمال، في حين أقدمت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على قمع بعض الوقفات واعتقال عدد من المشاركين فيها.
وأكدت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين في بيانها أن المخيم يعيش "كارثة إنسانية متواصلة" في ظل غياب أي دور فعّال للسلطة الفلسطينية واستمرار العدوان "الإسرائيلي"، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية وضمان حماية المدنيين.
