حذّر الدفاع المدني في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة اليوم الخميس 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين المقيمين في خيام مهترئة ومناطق مهدمة في مواصي خان يونس وأطراف رفح وعلى امتداد شاطئ البحر، في ظل انعدام أدنى مقومات الحماية من البرد والأمطار مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضح الدفاع المدني، في بيان مقتضب، أن النازحين يعيشون في ظروف بالغة القسوة داخل خيام مهترئة فوق أراضٍ طينية ومنازل مدمرة، مشيرًا إلى أن تغيّر الطقس واقتراب المنخفضات الجوية ينذران بمأساة محتملة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتحسين أوضاع الإيواء.
اقرأ/ي أيضاً: 260 شهيدًا في قطاع غزة خلال شهر من سريان اتفاق وقف إطلاق النار
ودعا البيان الجهات المختصة وفرق الطوارئ والمؤسسات الإغاثية إلى تكثيف تدخلها الإنساني، وتقديم المساعدات اللازمة لتفادي المخاطر المتزايدة، خاصة في ظل محدودية الإمكانيات المحلية وصعوبة إدخال مواد الإغاثة إلى القطاع.
وأكد الدفاع المدني أن المخاوف لا تقتصر على الأمطار الغزيرة، بل تشمل أيضًا الرياح القوية التي قد تقتلع الخيام أو تتسبب في تسرب المياه إلى داخلها، ما يهدد حياة آلاف العائلات، ولا سيما الأطفال وكبار السن.
من جانبه، حذّر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة من كارثة كبيرة إن لم يسمح الاحتلال "الإسرائيلي" بإدخال الخيام ومعدات الإيواء بشكل عاجل"، مشيرًا إلى أن آلاف الخيام الموجودة على أبواب القطاع لم يُسمح بإدخالها حتى الآن.
وقال أبو حسنة إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خصوصًا مع اهتراء الخيام الحالية التي استُخدمت لأكثر من عام خلال الحرب والنزوح المتواصل، مؤكدًا أن "أونروا" تعمل بأقصى طاقتها، لكنها تواجه عراقيل كبيرة في إدخال الإمدادات.
وفقًا لمجموعة المأوى العالمية، تضرّر أو دُمّر أكثر من 282 ألف منزل في #غزة، مما ترك الكثير من الناس دون مأوى.
— الأونروا (@UNRWAarabic) November 13, 2025
وسط الدمار والركام، تعيش العديد من العائلات في خيام مع اقتراب فصل الشتاء، وغالبًا في ظل مساحة محدودة تفتقر إلى الخصوصية والخدمات الأساسية.
إلى جانب شركائها،… pic.twitter.com/O1UuQqxHfH
وفي وقت سابق، أعلنت "أونروا" أن نحو 75 ألف نازح يعيشون داخل 100 مبنى تابع لها في مختلف مناطق قطاع غزة، بينما يقيم عشرات الآلاف خارج مراكز الإيواء في ظروف غير إنسانية، دون توفر مياه نظيفة أو صرف صحي أو مأوى آمن.
وأوضحت الوكالة أن لديها ستة آلاف شاحنة مساعدات جاهزة على المعابر تكفي لتغطية احتياجات السكان لمدة ثلاثة أشهر، لكنها لا تزال تنتظر سماح سلطات الاحتلال بإدخالها إلى القطاع.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، بعد حرب "إسرائيلية" استمرت عامين، خلفت ما يقرب من 70 ألف شهيد وأكثر من 170 ألف جريح، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية ومنازل السكان ومرافق الخدمات الأساسية.
