أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سلسلة من المعطيات المقلقة حول واقع الفلسطينيين في لبنان، مؤكدة في الوقت نفسه استمرارها في تقديم الخدمات الأساسية، رغم الوضع المالي "غير المستقر والصعب" الذي تمرّ به.
وأظهرت بيانات الوكالة أن نسب الفقر بين الفلسطينيين تتراوح بين 70% و80%، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وقيود مستمرة على حقوقهم الأساسية، بما فيها الحق في العمل والتملك، الأمر الذي يزيد هشاشة أوضاعهم، ويجعلهم عاجزين عن تحمّل تكاليف الخدمات الخاصة، لتبقى "أونروا" المزود الحيوي والوحيد لمعظم احتياجاتهم.
خدمات مستمرة، رغم العجز المالي
وأكد بيان لوكالة "أونروا"، الخميس 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنها رغم التحديات المالية تواصل توفير خدمات التعليم لنحو 34,000 طفل في 60 مدرسة، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية المقدمة عبر 26 مركزاً صحياً يستقبل أكثر من 200,000 مريض سنوياً.
كما يستمر العمل بنظام تقاسم تكاليف الاستشفاء مع الفلسطينيين في 32 مستشفى متعاقداً دون أي تغيير في مساهمات الوكالة.
وأكدت "أونروا" أن سقف تغطية علاج السرطان لا يزال 16,000 دولار سنوياً لكل مريض بعد رفعه من 8,000 دولار في عام 2021، كما رفعت نسبة التغطية إلى 75% لمرضى السرطان منذ عام 2023.
وأعلنت "أونروا" نتائج تمرين التحقق السنوي لأعداد الطلاب، والذي أظهر انخفاض العدد الفعلي من 37,058 متوقعاً إلى 34,427 طالباً.
وعلى ضوء ذلك، أجرت إدارة التعليم تعديلات في الشعب الدراسية بما يضمن توازن تشكيل الصفوف، من خلال إغلاق الشعب قليلة العدد وفتح أخرى جديدة عند الحاجة، في إطار جهود تحسين كفاءة النظام التعليمي.
المساعدات النقدية… نقص في التمويل وتأمين جولة جديدة
وفي ملف المساعدات النقدية، أوضحت "أونروا" أنها كانت قد تمكنت خلال السنوات الماضية من تقديم مساعدات لأكثر من 65% من الفلسطينيين المحتاجين عبر تمويلات طارئة، إلا أنها لم تتلقَّ أي تمويل مماثل للنصف الثاني من العام الحالي، ما زاد من مخاوف الفلسطينيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأعلنت الوكالة هذا الأسبوع أنها نجحت، بعد جهود مكثفة في حشد الموارد، في تأمين تمويل لجولة إضافية من المساعدات النقدية للفلسطينيين القادمين من سوريا في لبنان خلال عام 2025، على أن يبدأ التوزيع في كانون الأول/ ديسمبر 2025. كما وضعت آلية لضمان استفادة العائلات التي عادت مؤخراً إلى سوريا بعد آخر دورة توزيع.
وختمت "أونروا" بيانها بالتأكيد على استمرار جهودها المكثفة لحشد التمويل والحفاظ على خدماتها الأساسية في التعليم والصحة والبرامج الحيوية الأخرى، مؤكدة أن هدفها المركزي يبقى: "عدم حرمان أي طفل من التعليم، وعدم حرمان أي مريض من الرعاية الصحية".
