الاحتلال يمنع إدخال 4 آلاف منصة مساعدات

الشتاء يفاقم معاناة أكثر من مليون نازح في غزة وانعدام تام لمقومات الحياة

السبت 15 نوفمبر 2025

تتفاقم معاناة مئات آلاف النازحين في الخيام ومراكز الإيواء في قطاع غزة مع دخول اليوم الـ36 من وقف إطلاق النار، في وقت يشهد فيه القطاع أول منخفض جوي هذا العام، مترافقاً مع استمرار الخروقات التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" عقب إطلاق زوارقه الحربية نيرانها تجاه ساحل مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية بغرق آلاف الخيام، ما أدى إلى تضرر أمتعة النازحين وتبلل ملابسهم وأغطيتهم، وسط انعدام شبه كامل لمقومات الحياة بعد عامين من حرب الإبادة وتدمير واسع للبنية التحتية.

وأكد الدفاع المدني في غزة أنّ آلاف الخيام تضررت، وأن طواقمه تعجز عن التعامل مع حالات الغرق نتيجة فقدان المعدات التي دمّرها الاحتلال خلال العدوان، مشيراً إلى أن الخدمات البلدية بدائية، ولا تلبي احتياجات السكان.

وحذر الدفاع المدني من أن المنخفض الحالي مجرد بداية لفصل شتاء قاسٍ قد يشهد مآسي أكبر، خصوصاً في ظل خطر انهيار المنازل المتصدعة وانهيار الخيام المهترئة.

وفي سياق متصل، أظهر تحليل حديث أصدره مركز الأقمار الصناعية التابع لـ الأمم المتحدة أن نحو 81% من مباني قطاع غزة تعرّضت لأضرار متفاوتة جراء حرب الإبادة، في واحدة من أكبر موجات الدمار التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخيرة.

وحذرت التقييمات الأممية من أن عددًا كبيرًا من المباني بات مهددًا بالانهيار في أي لحظة، خصوصًا مع اقتراب موسم الأمطار، حيث ستؤدي المياه المتساقطة إلى زيادة الضغط على الجدران والأسقف المتصدعة، وترفع من مخاطر سقوط الأبنية المتهالكة فوق سكانها والعائدين إلى الأحياء المدمرة.

بدورها، قالت بلدية غزة لقناة العربي إن لديها خططاً لمواجهة آثار المنخفضات الجوية ومساعدة السكان، لكنها لا تملك المعدات اللازمة لتنفيذها بسبب الحصار ومنع دخول الآليات والمستلزمات الأساسية.

وفي السياق ذاته، تعيش مدينة غزة كارثة صحية وبيئية. فقد أكد نائب رئيس اتحاد بلديات غزة علاء البطة أن نحو 700 ألف طن من النفايات تتكدس في مناطق مختلفة من القطاع، في ظل عجز البلديات عن توفير الحد الأدنى من الخدمات الحيوية؛ بسبب نقص الوقود والمعدات اللازمة.

وأشار البطة أيضاً إلى أن الاحتلال دمّر خلال حرب الإبادة 700 بئر مياه، لافتاً إلى أن حصة الفرد اليومية من المياه تراجعت من 90 لتراً إلى 15 لتراً فقط.

مكتب الإعلام الحكومي: مليون ونصف نازح بلا مأوى

من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما يقارب مليوناً ونصف المليون نازح يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامهم الممزقة، ومزقت الرياح ما تبقى منها، مشيراً إلى أن صور المأساة التي نقلت للعالم تكشف حجم الكارثة الإنسانية، رغم إعلان وقف إطلاق النار.

وأوضح البيان أن معاناة السكان مستمرة؛ لأن الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات والإيواء والمواد الأساسية، رغم الحاجة الملحّة لما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان لتوفير مأوى مؤقت للنازحين خلال فصل الشتاء.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال المسؤولية المباشرة عن تدهور الأوضاع الإنسانية، مطالباً الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والوسطاء بالتحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والإيوائية دون تأخير.

الأمم المتحدة: الاحتلال يرفض إدخال 4 آلاف منصة مساعدات

وفي السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الاحتلال "الإسرائيلي" رفض إدخال نحو 4 آلاف منصة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشمل الخيام والبطانيات وأدوات الطهي وأطقم الأسرة.

وأضاف دوجاريك أن الاحتلال لا يزال يعرقل وصول المساعدات، ما يجعل الوضع الإنساني يتدهور بشكل متسارع رغم وقف إطلاق النار.

من جانبه، أوضح ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الوضع في غزة كارثي، وأن التقدم في إدخال المساعدات بطيء للغاية، قائلاً:"إن العمل الإنساني في القطاع يشبه الركض في الرمال بسبب القيود الإسرائيلية."

وأكد لاركيه أن عدد الشاحنات التي يسمح الاحتلال بدخولها لا يعكس حجم الاحتياجات الفعلية للسكان، مشدداً على ضرورة تدفق المساعدات بشكل مستمر وآمن دون قيود سياسية أو أمنية حتى يتمكن المدنيون من النجاة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد