أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنها تواصل بذل جهود مكثفة للضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية واستمرار القيود المشددة على إدخال الإغاثة.
وجاء ذلك على لسان المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، موضحًا أن الاتفاق كان يقضي بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بينما يسمح الاحتلال فعليًا بدخول ما بين 170 و250 شاحنة فقط، وهو رقم لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون ظروفًا قاسية.
وأشار أبو حسنة إلى أن أكثر من 90% من سكان القطاع لا يملكون دخلًا أو موارد نقدية، ويعتمدون بشكل كامل على المساعدات التي تقدمها "أونروا" والمنظمات الإنسانية، بينما يخدم القطاع التجاري نسبة صغيرة فقط من السكان.
وأضاف أن الأمطار الأخيرة فاقمت معاناة العائلات التي فقدت مأواها، موضحًا أن نحو مليون ونصف مليون شخص بلا منازل على الإطلاق، فيما يعيش مئات الآلاف في الشوارع دون خيام أو مستلزمات حماية، حيث تحوّل الشتاء إلى وجه آخر للحرب.
وأكدت "أونروا" أنها تمتلك مستلزمات طارئة تكفي 1.3 مليون فلسطيني — تشمل أغطية وفرشًا وملابس شتوية — لكنها لا تزال عالقة على أبواب القطاع بعد أن منع الاحتلال إدخالها.
وفي الجانب المالي، قال أبو حسنة: الوكالة تحتاج إلى مئتي مليون دولار حتى نهاية العام لتغطية خدماتها الأساسية في الصحة والتعليم والإغاثة ضمن ميزانيتها المنتظمة في غزة والضفة ولبنان والأردن. أما نداء الطوارئ، فلم يُموَّل منه سوى أقل من 17% حتى الآن، فيما تستعد "أونروا" لإطلاق نداء جديد العام المقبل.
وحذّر من أن أزمة التمويل ستنعكس بشكل خطير على العملية التعليمية في قطاع غزة، والتي بدأت توا بالتعافي، إلى جانب تهديد الخدمات الصحية التي تقدمها عيادات "أونروا"، وهي الجهة الوحيدة التي ما زالت محافظة على استمرارية خدماتها داخل القطاع. كما ستتأثر برامج الوكالة في جميع مناطق عملياتها، وليس في غزة فقط.
وختم أبو حسنة بالتأكيد على أن استمرار القيود "الإسرائيلية" وتراجع التمويل يضعان "أونروا" أمام تحديات غير مسبوقة، تهدد حياة ملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتها بشكل كامل.
