ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" فجر اليوم الجمعة 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، مجزرة مروعة في بلدة بيت جن جنوبي سوريا، عقب عملية توغل داخل أراضي البلدة تصدى لها الأهالي، ما أدى إلى استشهاد 13 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين، مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض.
توغل مفاجئ وتصدي الأهالي وإصابة جنود للاحتلال
وبحسب ما أفاد به مختار القرية عبد الرحمن الحمراوي، لوكالة الانباء الفرنسية، فإن قوة "إسرائيلية" توغلت في البلدة بهدف اعتقال ثلاثة شبان من أبنائها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة مع السكان الذين حاولوا التصدي لعملية التوغل.
وخلال الاشتباكات، استهدف شبان من البلدة عربة عسكرية من نوع "همر"، ما أدى إلى إصابة 6 جنود "إسرائيليين" بينهم ضباط، وُصفت إصابات ثلاثة منهم بالغة، وفق بيان لجيش الاحتلال.
وعقب فشل القوة "الإسرائيلية" في الاستمرار بعملية التوغل، أقدم جيش الاحتلال على تنفيذ قصف جوي عنيف عبر الطيران الحربي والطائرات المسيّرة، إضافة إلى المدفعية، مستهدفاً منازل المدنيين داخل البلدة، ما أدى إلى وقوع المجزرة ودمار واسع في المنطقة.
وقالت وكالة سانا: إن جثامين 6 شهداء من بيت جن، بينهم 5 من عائلة واحدة، وصلت إلى مستشفى المواساة في دمشق، بينما أكد التلفزيون السوري أن الضحايا وصل عددهم إلى 13 شهيداً، وأن عشرات العائلات نزحت نحو مناطق أكثر أماناً.
وأوضح مدير صحة ريف دمشق الدكتور توفيق إسماعيل حسابا أن 11 إصابة نُقلت إلى مشفى المواساة، و3 إلى مشفى قطنا، مضيفاً أن بعض الإصابات حرجة وتحتاج إلى عمليات جراحية، وأن منظومة الإسعاف والدفاع المدني قدمت الإسعافات الأولية للمصابين في البلدة.
وزعم الجيش "الإسرائيلي" في بيان له أنه نفّذ عملية لاعتقال "مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة الإسلامية"، مدعياً أنهم "خططو لأنشطة إرهابية ضد مدنيين إسرائيليين".
وبحسب البيان، فقد "أطلق عدد من المسلحين النار على القوة الإسرائيلية التي ردّت بإطلاق النار، مع تقديم دعم جوي للوحدة"، مؤكداً إصابة 6 من جنوده ونقلهم إلى المستشفيات.
الخارجية السورية: ما جرى جريمة حرب مكتملة الأركان
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الاعتداء، مؤكدة أن التوغل داخل بيت جن والاعتداء على الأهالي وممتلكاتهم أدى إلى اشتباكات أجبرت القوة المعتدية على الانسحاب.
وأضاف البيان أن قصف البلدة بعد فشل التوغل يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، بعد أن ارتكب الاحتلال مجزرة بحق المدنيين وأسفر عن نزوح كبير من البلدة.
وقالت الوزارة: إن سوريا تحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العدوان وما نجم عنه من ضحايا ودمار، معتبرة أن هذه الاعتداءات "تأتي في سياق سياسة ممنهجة لزعزعة الاستقرار وفرض واقع عدواني بالقوة".
وجددت الخارجية مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لوقف الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على الأراضي السورية، واتخاذ إجراءات تضمن احترام السيادة السورية وميثاق الأمم المتحدة.
تنديد وتضامن فلسطيني
من جهته، أكّد حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس، أن العدوان "الإسرائيلي" على سوريا فجر اليوم، بالتزامن مع استمرار استهداف غزة والضفة ولبنان، "يمثل دليلاً واضحاً على سعي الاحتلال لتوسيع عدوانه ليشمل كل المنطقة".
وأضاف قاسم أن سلوك حكومة الاحتلال العدواني هو السبب الحقيقي وراء حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مشدداً على ضرورة أن يواجه العرب هذا التصعيد بموقف عملي وموحّد قادر على وضع حد لـ"عربدة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".
كما أشادت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، ببطولة ابناء بيت جن وتصديهم للاحتلال، وأدانت العدوان الغاشم على البلدة. وأكدت الحركة أن الاحتلال "الإسرائيلي" خطر على شعوب أمتنا، وأنه مصدر عدم الاستقرار والشرور في منطقتنا، ويسعى إلى توسيع رقعة الحروب خدمة لأجندته التوسعية والعدوانية، سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا.
من جهتها، نددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان رسمي بـ"أشدّ العبارات" بالعدوان الصهيوني الغاشم والجبان على قرية بيت جن السورية، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من أبناء الشعب السوري.
وأكدت الجبهة أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة الجرائم "الإسرائيلية" المتواصلة على أكثر من ساحة، في محاولة لفرض أمر واقع وتنفيذ مخططات توسعية تستهدف السيطرة على المنطقة، بالتزامن مع ارتكاب "أبشع الجرائم" في فلسطين ولبنان ودول المنطقة.
وأعربت الجبهة عن تضامنها الكامل والثابت مع سوريا الشقيقة وشعبها في مواجهة هذا العدوان السافر، مؤكدة أن هذه الجرائم "لن تسقط بالتقادم". كما أشادت بـ المقاومة الصلبة لأهالي بيت جن الذين تصدّوا لقوات الاحتلال خلال محاولتها التوغل داخل أراضي البلدة.
