تفعيل حملة دولية للمطالبة بالإفراج عنه

جهود عالمية تتصاعد لإطلاق سراح مروان البرغوثي وسط تنديد بظروف احتجازه

الثلاثاء 02 ديسمبر 2025
كوبر - الضفة الغربية
كوبر - الضفة الغربية

تبذل عائلة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، المعتقل منذ أكثر من عشرين عاماً، جهوداً متواصلة من أجل الإفراج عنه، عقب تعرّضه لعدة محاولات اغتيال داخل محبسه في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسية التي عاشها معزولاً عن بقية الأسرى. وقد عادت إلى الواجهة حملة عالمية انطلقت منذ عام 2002 تطالب بإطلاق سراحه.

وبالتعاون مع شبكة واسعة من منظمات المجتمع المدني حول العالم، أعادت عائلة البرغوثي تفعيل حملة دولية للمطالبة بالإفراج عنه من السجون "الإسرائيلية"، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي صادف 29 تشرين الثاني/نوفمبر، والدفع باتجاه إدراج اسمه على جدول النقاشات المتعلقة بمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويقول مقبل البرغوثي، شقيق الأسير، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الحملة انطلقت منذ اعتقال مروان قبل نحو عشرين عاماً، وقد جرى تفعيلها اليوم بسبب تصاعد الهجمة الوحشية على الأسرى في سجون الاحتلال، ما استدعى إعادة تسليط الضوء على معاناتهم.

ويؤكد البرغوثي أن شقيقه مروان تعرّض لأربعة اعتداءات جسدية داخل محبسه شكّلت خطراً كبيراً على حياته منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن الحملة تسعى لاستعادة التركيز الإعلامي على قضية الأسير مروان وقضية الأسرى عموماً.

وأضاف شقيق الأسير الفلسطيني أن عدد شهداء الأسرى خلال عامي الإبادة بلغ نحو 90 شهيداً أسيراً، من غير أسرى قطاع غزة الذين اعتقلهم جيش الاحتلال خلال الحرب، حيث يواصل إخفاء أي معلومات حول مصيرهم حتى اليوم.

وعن النتائج المرجوّة من الحملة الدولية للإفراج عن البرغوثي، يقول شقيقه: "نأمل أن تشكل الحملة بداية اهتمام برلماني وقانوني دولي بقضية الأسرى، وتسليط الضوء عليها، وتحريك مؤسسات حقوق الإنسان، وتشكيل لوبي دولي ضاغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الأسرى".

وطبقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن الحملة العالمية بدأت رسمياً للضغط من أجل إطلاق سراح البرغوثي (66 عاماً)، الذي ينظر إليه لدى شرائح واسعة من الفلسطينيين بوصفه أحد أبرز الرموز الوطنية والأمل لقيادة مرحلة سياسية جديدة. 

وأشارت الصحيفة إلى تزايد الحراك الدولي والمطالبات البرلمانية والشعبية بإدراج قضيته ضمن أي ترتيبات مستقبلية مرتبطة بالهدنة الجارية في غزة.

وبينما شملت صفقات التبادل الأخيرة عدداً من الأسرى الفلسطينيين، رفضت "إسرائيل" إدراج البرغوثي، وهو ما يعكس حساسية ملفه داخل المشهد السياسي "الإسرائيلي"، وفق تحليل الغارديان.

وبحسب الصحيفة، فإن ضغوطاً مارستها حركة حماس ودول خليجية لإدراج البرغوثي ضمن اتفاق تبادل الأسرى عقب وقف إطلاق النار، إلا أن "إسرائيل" رفضت ذلك. وترى الصحيفة أن تحوّل قضيته من ملف أسير فلسطيني إلى رمز سياسي عالمي يعكس تعقيدات الصراع الفلسطيني–"الإسرائيلي" ويبرز انسداد الأفق السياسي أمام الفلسطينيين.

وسلّطت الصحيفة الضوء على المدة التي قضاها البرغوثي في سجون الاحتلال، حيث اعتُقل منذ أكثر من 20 عاماً بعد محاكمة قضت عليه بخمس مؤبدات و40 عاماً، ووصفها الاتحاد البرلماني الدولي بأنها "معيبة بعمق". وقد رفضت إسرائيل إدراجه ضمن صفقات التبادل الأخيرة.

وخلال سنوات سجنه، تؤكد عائلته ومنظمات حقوقية أنه تعرّض لظروف احتجاز قاسية شملت العزل الانفرادي، ومنع زيارة عائلته لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى اعتداءات جسدية متكررة منذ 2023، فيما سمح لمحاميه بزيارته خمس مرات فقط خلال عامين.

وفي أيلول/سبتمبر، تعرّض البرغوثي للضرب حتى فقد وعيه على يد ثمانية حراس، في الأسابيع التي تلت تهديد الوزير اليميني المتطرف "إيتمار بن غفير" له عبر مقطع فيديو. كما منعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من لقائه، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.

وتشهد الحملة تفاعلاً واسعاً في عدة دول، خاصة في بريطانيا، حيث نفذت فعاليات من أبرزها إقامة عمل فني ضخم داخل ملعب في قرية كوبر، مسقط رأس البرغوثي. كما ظهرت جداريات كبيرة في شوارع لندن تحمل عبارة "حرّروا مروان"، إلى جانب فعاليات مماثلة في مدن أوروبية أخرى، وفي جنوب أفريقيا، في محاولة لجذب الانتباه العالمي لقضيته.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد