شهد قطاع غزة في وقت متأخر من مساء أمس مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بحق عائلة مكوّنة من ستة أفراد، عقب استهداف طائراته خيام نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك في تصعيد خطير تحت مزاعم ادعاء الاحتلال بأن حركة حماس "انتهكت" اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن الشهداء الستة "لم يكونوا في منطقة قتال، بل داخل مخيم إيواء في المكان الذي قيل لهم إنه آمن".
وفي استنكار للمجزرة قال بصل: "كم من مجزرة أخرى يجب أن تُرتكب حتى يفهم الجميع أن ما يحدث ليس ردًا على حدث ما، بل استهداف ممنهج وقتل مباشر للمدنيين؟"، مشددًا على أن ما جرى فصل جديد من كارثة إنسانية مستمرة.
وجاءت المجزرة وسط تصعيد مفاجئ شهدته مناطق عدة في القطاع خلال الساعات الماضية، إذ قصفت المدفعية التابعة لجيش الاحتلال الأطراف الشرقية لمدينة خان يونس، بالتزامن مع غارة نفذها الطيران الحربي داخل الخط الأصفر شمالي القطاع.
كما كثّفت القوات عمليات القصف والنسف في أحياء التفاح والزيتون والدرج شرق مدينة غزة، مع إطلاق نار مكثف باتجاه منازل الفلسطينيين وخيام النازحين.
وفي الوقت نفسه، ذكرت إذاعة الجيش أن القصف الجوي استهدف "قياديًا بارزًا في كتائب القسام في لواء رفح"، دون الكشف عن هويته.
اشتباكات في رفح وإصابة 5 جنود من قوات الاحتلالوكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في مدينة رفح جنوبي القطاع بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، أسفرت — وفق رواية الاحتلال — عن إصابة خمسة جنود بقذيفة RPG أطلقت نحو ناقلة مدرعة، وليس نتيجة تفجير عبوة ناسفة كما ورد في تقديرات أولية.
وذكرت مصادر عسكرية للاحتلال أن "الحدث بدأ برصد شخص مغطى ببطانية يركض نحو مبنى"، قبل أن تقوم القوات بعملية "مسح للمكان" دون العثور على أي مؤشر واضح.
وبعد منتصف الليل، أعلن جيش الاحتلال تنفيذ عملية اغتيال استهدفت "عنصرًا من حركة حماس" جنوب القطاع، زاعمًا أنها جاءت "ردًا على انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار" بعد إصابة الجنود الخمسة.
مواقف الفصائل الفلسطينية
أدانت حركة حماس ارتكاب الاحتلال "عدوانًا همجيًا" عبر قصف خيام النازحين ومحيط مستشفى الكويت في خان يونس، مؤكدة أن التصعيد "محاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقات الاتفاق".
وحمّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الغارات، داعية الوسطاء إلى التدخل العاجل لوقفها.
من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الاستهداف الغادر لخيام النازحين العزّل في مواصي خان يونس، والذي أدى إلى إحراقها وبداخلها مدنيون بينهم أطفال، يشكّل "محرقة وجريمة إبادة جماعية جديدة مكتملة الأركان".
واعتبرت أن هذا العدوان "دليل قاطع على إصرار الاحتلال على النسف المتعمد لاتفاق وقف إطلاق النار"، داعية الوسطاء والدول الضامنة إلى تحرك فوري وفعّال يفرض آليات إلزامية لوقف هذا التصعيد الإجرامي وإنهاء خروق الاحتلال المتواصلة.
