واصلت قوات الاحتلال تنفيذ واحدة من أوسع حملات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضفة الغربية، منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر، حيث طالت الحملة ما لا يقل عن 100 مواطن، معظمهم من الأسرى المحررين، قبل أن يفرج عن غالبيتهم لاحقاً، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح النادي أن نابلس كانت مركز الحملة الأوسع، إذ تشهد المحافظة تصاعداً غير مسبوق في الاقتحامات منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، في إطار ما وصفه النادي بـ"عمليات انتقام جماعية" تستهدف مختلف فئات المجتمع الفلسطيني.
وأكد أن قوات الاحتلال تعتمد على سياسة التحقيق الميداني خلال اقتحام المنازل، وهي السياسة الأبرز المتبعة حالياً في محافظات الضفة كافة.
وبحسب التوثيقات الحقوقية، يجبر جنود الاحتلال العائلات على الخروج من منازلها في ظروف باردة وماطرة، وينفذون عمليات ترهيب وتخريب متعمد للممتلكات قبل الاعتقال أو الاحتجاز الميداني.
وأكد نادي الأسير أن الأسرى المحررين يشكّلون الفئة الرئيسية المستهدفة، سواء الذين أفرج عنهم في صفقات التبادل أو الذين أنهوا محكومياتهم، في إطار سياسة ممنهجة لفرض رقابة دائمة عليهم.
وأشار النادي إلى أن عدد حالات الاعتقال التي وثقت بالضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة بلغ نحو 21 ألف حالة، وهو ما يعكس حجم التصعيد غير المسبوق في هذا الملف.
مداهمات واعتقالات فجراً
واعتقلت قوات الاحتلال فجر الأربعاء نحو 43 فلسطينياً، واحتجزت العشرات خلال مداهمات في مختلف المحافظات. ففي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينياً من مخيمات المدينة والبلدة القديمة وبلاطة البلد، مع احتجاز عدد من المواطنين والتحقيق معهم ميدانياً. كما شهدت أريحا اعتقال 13 فلسطينياً من المدينة ومخيم عقبة جبر، مع تحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين من بلدة بيت أمر عقب اقتحام منازلهم وتخريب محتوياتها، بينما اعتقلت في جنين أسيرين محررين من بلدتي عرّابة وبير الباشا. كما سجلت اعتقالات في قلقيلية وطولكرم، إلى جانب اعتقال الأسير المحرر خليل عماد العمور في بلدة تقوع جنوب بيت لحم.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر ناصر أبو خضير من مخيم شعفاط بعد مداهمة منزله وتفتيشه فجراً، وفق ما أفادت مصادر محلية.
كما احتجزت قوات الاحتلال عشرات الشبان في سلفيت، وسجلت اعتداءات بالضرب، إلى جانب احتجاز 20 فلسطينياً في أبو ديس شرق القدس قبل أن تفرج عنهم لاحقاً.
وفي سياق عدوان الاحتلال ومستعمريه على الضفة الغربية، اقتحم مستعمرون الليلة الماضية، برفقة قوة من جيش الاحتلال، بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت، وداهموا عدداً من منازل المواطنين. ووفق مصادر محلية، فقد اقتحم المستعمرون منازل كلٍّ من: يوسف سليمان سلمان، وفؤاد سليمان سلمان، ومفيد سليمان سلمان، ونفذوا عمليات تفتيش داخل المنازل وحظائر المواشي، كما اعتلوا أسطح المنازل بحجة البحث عن أبقار مفقودة. ونفذ المستعمرون أيضاً أعمال تفتيش بين أشجار الزيتون، وفي أطراف البلدة.
وفي القدس المحتلة، اقتحم 190 مستعمراً صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية جنود وشرطة الاحتلال. ونفذ المستعمرون جولات استفزازية داخل الباحات، وأدّوا طقوساً تلمودية في ظل حماية مشددة.
من جهته٫ أكد مكتب إعلام الأسرى أن هذه الحملات الواسعة تشير إلى استمرار التصعيد الممنهج ضد المدنيين في الضفة الغربية والقدس، عبر اعتقالات جماعية وتحقيقات ميدانية قاسية وعمليات تخريب داخل المنازل، بما يشكّل امتداداً واضحاً لسياسة الضغط والعقاب الجماعي المتواصلة منذ بداية حرب الإبادة. كما شدد المكتب على أهمية التوثيق الدقيق ومتابعة أوضاع المعتقلين، وتثبيت البيانات المتعلقة بالأسرى المحررين الذين يتعرضون لملاحقة متكررة.
