مرة أخرى، كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة، مع الساعات الأولى لفجر اليوم الأربعاء 10 كانون الأول/ ديسمبر، حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليون نازح فلسطيني، بعدما أغرقت آلاف الخيام المنتشرة في مختلف مناطق القطاع، في وقت يقترب فيه منخفض جوي قطبي من المنطقة مهدداً حياة مئات آلاف السكان الذين يفتقرون إلى الحد الأدنى من مقومات الحماية من البرد والعواصف.
ويُقدَّر أن القطاع بحاجة إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدات سكنية مسبقة الصنع لتأمين مأوى عاجل، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته حرب استمرت لعامين وأدت إلى انهيار شامل للبنية التحتية.
الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، حذّر من "مخاطر غير مسبوقة" قد يشهدها القطاع مع دخول المنخفض الجوي العميق، مؤكداً أن المشهد "بالغ الصعوبة" في منطقة استنزفتها الحرب التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين ودفعت معظم السكان إلى العيش في خيام بدائية لا تقيهم البرد ولا الأمطار.
مناشدة عاجلة من غرفة العمليات الحكومية
من جهتها، أطلقت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة مناشدة عاجلة لجميع المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، تدعو فيها إلى توزيع مستلزمات الإيواء بشكل فوري على النازحين الأكثر تضرراً نتيجة الأمطار الغزيرة.
وقالت الغرفة في بيانها: إن الليلة الماضية شهدت غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، مما فاقم معاناتهم في ظل غياب وسائل الحماية الكافية من البرد والعواصف.
وحذّرت من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى وفيات بين الأطفال وكبار السن بسبب انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية، مؤكدة أن توفير مواد الإيواء العاجلة تحوّل إلى مسألة إنقاذ حياة وليست مجرد استجابة إنسانية.
وطالبت الغرفة المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بتدفق المساعدات دون قيود، بما في ذلك الخيام والوحدات السكنية مسبقة الصنع التي تمثل الحل الأنسب لحماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء.
وأكدت أن قطاع غزة يحتاج إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة، مشددة على أن حماية أرواح النازحين "مسؤولية جماعية" تتطلب تحركاً فورياً وتنسيقاً مباشراً مع الغرفة لضمان وصول المساعدات إلى التجمعات الأكثر تضرراً.
وتأتي تلك المأساة الإيوائية والإنسانية، في ظل استمرار الاحتلال بخرق وقف إطلاق النار، الذي ورغم دخوله حيّز التنفيذ منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، إلّا أنّ المكتب الإعلامي الحكومي قد سجّل 738 خرقاً منذ بدء الهدنة.
وشملت الخروقات، نسف مبانٍ في مدينة غزة وبيت لاهيا، وقصف جوي ومدفعي على رفح وخان يونس، وإطلاق قذائف من طائرات "كواد كابتر" شرق حي التفاح، إضافة إلى إطلاق نار كثيف شمالي رفح، وتفجير مبانٍ سكنية في حي التفاح وشرق مدينة غزة.
