حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأربعاء 10 كانون الأول/ ديسمبر، من تدهور خطير وغير مسبوق في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، مع دخول ما وصفته بأنها أسوأ موجة برد يتعرض لها الأسرى منذ سنوات، وسط ظروف اعتقال باتت أقرب إلى "كارثة إنسانية" تهدد حياتهم مباشرة.

وقالت الهيئة: إن شدة البرد داخل أقسام السجون "أقسى بعشرات المرات من الخارج"، إذ تتحول الزنازين الإسمنتية إلى غرف شديدة الرطوبة، بينما تلسع الأسرّة المعدنية أجساد الأسرى طوال الليل، ويتسلل الهواء البارد بلا توقف، في وقت لا يمتلك فيه المعتقلون سوى ملابس خفيفة لا توفر أدنى حماية شتوية.

وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يواصل حرمان الأسرى من الأغطية والملابس الشتوية، ما جعل الكثير منهم ينامون على الأرض لغياب الفُرُش الدافئة، بينما يضطر آخرون للاحتماء بقطع قماش مهترئة. ووصفت المشاهد داخل الزنازين بأنها "صادمة" وتعكس واقعاً "غير إنسانياً" بكل المقاييس.

وتطرقت الهيئة إلى معاناة الأسرى المرضى، الذين يعيشون ليالٍ كاملة من الارتجاف بلا دواء أو غطاء، معتبرة أن هذه الممارسات تشكّل أحد أقسى أشكال التعذيب التي تُرتكب بحق الأسرى بشكل ممنهج.

وأضافت أن ما يجري ليس مجرد سوء ظروف اعتقال، بل "هجوم متعمّد" على حياة الأسرى، في ظل تزايد الإصابات بالتهابات حادة ونزلات برد خطيرة وتفاقم آلام المفاصل، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تدهور أو وفيات محتملة داخل السجون.

ودعت الهيئة المجتمع الدولي إلى تدخل فوري وعاجل، مؤكدة أن "أجساد الأسرى تتجمد الآن، وكل ساعة صمت تعني مزيداً من الخطر عليهم".

وفي السياق ذاته، اتهمت حركة حماس الاحتلال باتباع سياسة "القتل البطيء" بحق الأسرى، من خلال التعذيب الطبي وسوء المعاملة. وحذرت الحركة، في بيان صباح اليوم، من استمرار "عمليات الإعدام الممنهجة" داخل السجون، والتي أدت إلى ارتفاع أعداد شهداء الحركة الأسيرة، مطالبة المؤسسات الدولية بتحمّل مسؤولياتها ومحاسبة الاحتلال.

موضوع ذو صلة: شهيد أسير في سجون الاحتلال وارتفاع في عدد الأسرى الشهداء

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتقلت سلطات الاحتلال نحو 20 ألف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بينما تبقى أعداد الأسرى من قطاع غزة مجهولة في ظل التكتم "الإسرائيلي" على الأرقام الحقيقية.

وتؤكد تقارير حقوقية عدة، بينها تقارير "إسرائيلية" وتقرير صادر عن مكتب الدفاع العام في "إسرائيل"، أن ظروف احتجاز الأسرى وصلت إلى مستويات خطيرة من الاكتظاظ والجوع والتعرض للضرب شبه اليومي.