وسط تصاعد الكارثة الإنسانية لآلاف النازحين

شهيد في جباليا وخروقات جديدة تهدد اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

السبت 13 ديسمبر 2025

استشهد فتى فلسطيني برصاص الجيش "الإسرائيلي"، صباح اليوم السبت 13 كانون الأول / ديسمبر، ضمن سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا سيما المناطق التي يواصل الاحتلال التمركز فيها، بالتوازي مع عمليات نسف واسعة للمباني السكنية، في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار تزامنا مع تصاعد مخاطر المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، ويهدد حياة الآلاف من النازحين.

وأعلنت مصادر طبية محلية استشهاد الشاب محمد صبري الأدهم (18 عامًا)، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، فيما أطلقت طائرات مروحية "إسرائيلية" نيرانها بشكل مكثف شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

ومع تواصل خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، طالت سلسلة من الغارات "الإسرائيلية" أحياء شرقي مدينة غزة، كما طال قصف مدفعي جنوبي القطاع في رفح وخان يونس تضامنا مع عمليات نسف مباني سكنية وإطلاق نار داخل مناطق ما يعرف ب"الخط الأصفر".

ويأتي ذلك في ظل ظروف إنسانية قاسية يعيشها الآلاف من النازحين في الخيام والمقيمين على أنقاض منازلهم وسط عاصفة شديدة لا زالت تضرب القطاع مخلفة شهداء وأضرار واسعة حيث ارتفعت حصيلة ضحايا العاصفة إلى 16 شهيدًا، بينهم ثلاثة أطفال، جراء انهيار منازل متصدعة سبق أن تضررت بفعل العدوان "الإسرائيلي"، وسط غياب شبه كامل لوسائل الحماية والإغاثة.

وحذّرت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة الفلسطينيين والنازحين الذين عادوا إلى منازل ومبانٍ متضررة من مخاطر الإقامة فيها، خاصة تلك التي تعاني تصدعات بنيوية خطيرة.

وأوضحت أن طواقمها تعاملت خلال ساعات الصباح الباكر مع ثلاثة منازل تعرضت لانهيار جزئي في أحياء النصر وتل الهوا والزيتون، نتيجة الأمطار الغزيرة وتأثرها السابق بالقصف.

من جهتها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تمنعها من إيصال المساعدات بشكل مباشر إلى قطاع غزة، رغم امتلاكها مخزونًا كافيًا من مستلزمات الإيواء يكفي لنحو 1.3 مليون شخص، تم تخزينه مسبقًا خارج القطاع.

بدوره، قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة إن الوضع الإنساني يزداد سوءًا بفعل السيول، في ظل مماطلة الاحتلال في إدخال المستلزمات الطبية والاحتياجات الأساسية للقطاع الصحي، محذرًا من نقص حاد في المواد الغذائية، ومطالبًا بتدخل دولي عاجل.

وفي تحذير آخر، نبّهت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إلى أن مخاطر السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة تهدد 795 ألف نازح يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة، خاصة في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض.

وقالت مديرة المنظمة، إيمي بوب: إن العائلات تحاول حماية أطفالها بما تملك منذ بدء العاصفة، في ظل تأخير وصول مواد الإيواء الأساسية؛ بسبب القيود المفروضة على إدخالها.

وأشارت المنظمة إلى أن الإمدادات السابقة، بما فيها الخيام المقاومة للماء والبطانيات الحرارية، غير كافية لمواجهة السيول، في وقت يعاني فيه القطاع من غياب الصرف الصحي وإدارة النفايات، ما يرفع خطر تفشي الأمراض. وأكد مسؤولون أمميون وفلسطينيون الحاجة العاجلة إلى 300 ألف خيمة جديدة لإيواء نحو 1.5 مليون نازح.

وفي السياق ذاته، قال اتحاد بلديات قطاع غزة إن البلديات تعيش واقعًا خطيرًا ومتدهورًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن أزمة الخدمات الإنسانية.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد ورئيس بلدية خانيونس، علاء الدين البطة، أن البلديات تواجه أزمة وقود خانقة، في ظل منع إدخال السولار بالكميات اللازمة لتشغيل المرافق الحيوية التي يعتمد عليها أكثر من 2.4 مليون مواطن.

وبحسب البطة، فإن كميات الوقود التي سمح بإدخالها منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لا تكفي إلا لخمسة أيام عمل فقط، وسط إجراءات معقّدة تعرقل وصول الوقود إلى البلديات العاملة ميدانيًا، ما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد