يشهد مخيم النيرب للفلسطينيين شرق مدينة حلب تدهورًا شديدًا في خدمات الاتصالات والإنترنت، في ظل ضعف واضح في تغطية شبكتي الهاتف الخلوي "سيرياتيل" و"MTN"، ما فاقم من معاناة الأهالي، وأعاد ملف الاتصالات إلى واجهة المطالبات الشعبية داخل المخيم.

ويعزو سكان المخيم هذا التراجع إلى اعتماد أبراج الاتصالات على الطاقة الشمسية، وتلف البطاريات المغذّية لها، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الخدمة أو ضعفها إلى مستويات شبه معدومة، ولا سيما في الجهة الغربية من المخيم.

ورغم الوعود المتكررة التي تلقاها الأهالي خلال السنوات الماضية بتحسين واقع الشبكة، يؤكد السكان أن أي تحسّن فعلي لم يسجل حتى اليوم.

وبحسب إفادات لاجئين من المخيم، فإن الجهة الغربية تعاني انقطاعًا شبه كامل في خدمات الإنترنت والاتصالات، في ظل غياب أبراج خلوية فعّالة داخل المنطقة، والاعتماد فقط على أبراج بعيدة تقع شرق المخيم.

ويقول أحد السكان: "قدّمنا مئات الشكاوى، لكن الإنترنت غير موجود أساسًا، ولا توجد أي أبراج لـ"سيرياتيل" أو "MTN". في كل مرة نسمع الكلام نفسه منذ سنوات: الموضوع قيد المتابعة ويحتاج وقتًا، لكن هذا كذب، ونصب من شركتي الاتصالات"، على حد تعبيره.

ولا تقتصر المشكلة على الاتصالات الخلوية، إذ يعاني المخيم أيضًا من ضعف كبير في خدمات الاتصالات الأرضية، رغم الإعلان مؤخرًا عن تأهيل مقسم الاتصالات الخاص بالمخيم.

ويشير سكان إلى أن الشبكة الأرضية غير متوفرة داخل المنازل، ولا سيما في جنوب المخيم بعد السكة مباشرة، حيث لا تزال الهواتف الأرضية والراوترات وخدمات الإنترنت الأرضي معطلة منذ سنوات دون أي معالجة جذرية.

وفي هذا السياق، أوضح لاجئ آخر أن المشكلة لا تتعلق فقط بضعف الإشارة، بل بالانقطاع الكامل، مؤكدًا أن الشبكة "لا تضعف، بل تنقطع تمامًا"، ولا تعمل إلا عند توفر الكهرباء، لتتوقف بشكل كامل مع انقطاعها.

يذكر أن مديرية الاتصالات في منطقة النيرب كانت قد أصدرت في أيار/مايو الماضي موافقة رسمية على إنشاء مقسم للهواتف الأرضية وتوفير خدمة الإنترنت (ADSL) داخل المخيم، عقب مناشدات متكررة من سكانه، في خطوة وصفت حينها بأنها أساسية لتحسين واقع الاتصالات في مخيم النيرب والمناطق المجاورة.

إلا أن الأهالي يؤكدون اليوم أن هذه الموافقة لم تنعكس حتى الآن أي تحسّن ملموس على أرض الواقع، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل العاجل ووضع حد لمعاناة مستمرة منذ سنوات.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد