تتفاقم معاناة أهالي قرية السر مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة مع حلول فصل الشتاء، في ظل اضطرارهم للعيش في خيام مؤقتة وعلى أنقاض منازلهم التي هدمتها السلطات "الإسرائيلية" بذريعة البناء غير المرخّص، في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وكانت السلطات "الإسرائيلية" قد هدمت نحو 320 منزلًا من أصل 350 منزلًا في القرية، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات وتركها بلا مأوى، وسط انعدام شبه كامل للكهرباء والبنى التحتية، وتحوّل الخيام إلى بؤر غرق مع أولى الأمطار.

وفي ذلك الحين كان يقطن في القرية نحو 1500 مواطن، يتبعون إداريًا لمجلس شقيب السلام المحلي، فيما لم يتبقَّ في منازلهم سوى نحو 30 عائلة فقط، بينما يعيش الغالبية العظمى في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وفي ظل الطقس البارد، تزداد معاناة السكان خصوصًا طلاب المدارس الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مدارسهم خارج القرية، الأمر الذي أدى إلى خروج بعضهم من الإطار التعليمي بالكامل.

وعلاوة على ذلك، يعاني كبار السن والمرضى، لا سيّما الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي، في ظل انقطاع الكهرباء واضطرارهم للاعتماد على مولدات بدائية.

وفي حديثه لـموقع"عرب 48"، قال الشاب إبراهيم القريبي، الذي هُدم منزله خلال عمليات الهدم الأخيرة: "إن الأهالي لم يغادروا أرضهم رغم الهدم، بل نصبوا خيامًا بجوار أنقاض بيوتهم"، مؤكدًا أن نحو 80% من منازل قرية السر تعرضت للهدم، وما تبقى منها لا يزال مهددًا.

ووصف القريبي هدم المنزل، الذي يمثل الكرامة والأمان للإنسان، هو أمر بالغ القسوة، لكن الصمود في وجه هذه الظروف يبقى ضرورة لا خيارًا.

من جانبه، قال سويلم العمرني، عضو مجلس شقيب السلام المحلي: "إن أوضاع الأهالي بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على الهدم بالغة الصعوبة"، مشيرًا إلى أن السلطات لم تخصص حتى الآن قسائم أراضٍ للعائلات المشردة، ولم توفر أي بدائل سكنية.

وأوضح العمرني أن طبيعة النقب الصحراوية تزيد من خطورة الأوضاع في الشتاء، إذ تؤدي الأمطار الغزيرة إلى فيضانات تغرق الخيام وممتلكات السكان، مؤكدًا أن ما يجري هو استمرار لسياسة التضييق والتشريد بحق الفلسطينيين العرب في النقب.

وأضاف أن الوعود المتعلقة بتسوية أوضاع القرية وتخصيص قسائم بناء "مجرد كلام فارغ لا أساس له"، مشددًا على أن مئات العائلات تُركت لمصيرها دون أي دعم فعلي.

وطالب العمرني القيادات العربية، والجمعيات الحقوقية، والأطر الشعبية، والأحزاب السياسية، بالتحرك العاجل لدعم أهالي القرية، مؤكدًا أن السكان تُركوا وحدهم بعد الهدم، دون توفير خيام كافية أو مساعدات إنسانية.

وأشار إلى إمكانية إيجاد حلول مؤقتة عبر نقل الأهالي إلى مناطق مفتوحة مخصصة، وبناء مساكن خفيفة إلى حين توفير أراضٍ وقسائم بناء، مؤكدًا أن أهالي النقب يسعون إلى التنظيم والتخطيط، لكن الدولة لا تواجههم إلا بالقوة والهدم.

وختم حديثه بالتأكيد على دعم إقامة قائمة عربية مشتركة تضم مختلف الأحزاب، بهدف وقف سياسات الهدم والتشريد، والعمل على إسقاط الحكومة الحالية، التي وصفها بالمتطرفة، وإنهاء معاناة القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد