يواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عبر القصف المدفعي وإطلاق النار وعمليات نسف المباني، وذلك عقب مجزرة مروعة ارتكبها مساء الجمعة بحق نازحين داخل مدرسة للإيواء شرقي مدينة غزة أثناء إقامة حفل زفاف، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
وأفادت مصادر فلسطينية باستهداف الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة غزة منذ فجر السبت 20 كانون الأول/ديسمبر عبر عمليات نسف لمبانٍ سكنية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا، إلى جانب إطلاق نار متواصل من مروحيات الاحتلال. كما تتعرض المناطق الشرقية من مدينة خان يونس، جنوب القطاع، لإطلاق نار مستمر من آليات الاحتلال.
واستهدف جيش الاحتلال بقذائف المدفعية وإطلاق نار من مروحياته مناطق تقع ضمن نطاق سيطرته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وفي وسط القطاع، أطلق الاحتلال عددًا من قذائف المدفعية داخل المناطق الشرقية لمخيم البريج.
في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه تمكنت من إجلاء سكان برج "العودة 6" المكوّن من سبعة طوابق في منطقة تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، بعد حدوث تصدعات وانهيارات في الطوابق الأربعة العلوية، ما شكّل خطرًا مباشرًا على حياة السكان، جراء المنخفض الجوي الأخير المصحوب بأمطار غزيرة.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب مجزرة مروعة مساء أمس أسفرت عن ارتقاء ستة فلسطينيين، بينهم امرأة، وإصابة خمسة آخرين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، جراء قصف مدفعي استهدف مدرسة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، تستخدم مركزًا لإيواء النازحين، خلال إقامة حفل زفاف داخلها.
وقالت مصادر طبية إن جثامين الشهداء والمصابين نقلت إلى مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة عقب الاستهداف الذي طال المدرسة بشكل مباشر.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن دبابة تابعة لجيش الاحتلال تقدمت داخل حي التفاح واقتربت من المدرسة، قبل أن تطلق قذائفها باتجاهها، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى. وأشار الشهود إلى أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المكان لأكثر من ساعتين، ما أدى إلى تأخير إنقاذ المصابين وإجلاء الضحايا.
وأكد الدفاع المدني في غزة أنه تمكن، بعد تنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من انتشال جثامين خمسة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال، من داخل المدرسة المستهدفة، مشددًا على أن استهداف المدارس ومراكز الإيواء التي تؤوي نازحين مدنيين يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني.
ودعا الدفاع المدني المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى تحمّل مسؤولياتهم العاجلة في حماية المدنيين وضمان سلامة مراكز الإيواء والطواقم الإنسانية.
في المقابل، أقرّ جيش الاحتلال بقصف مركز الإيواء بزعم الاشتباه بوجود "أشخاص داخله"، مدعيًا فتح تحقيق في الحادث ومكررًا مزاعمه بالعمل على تقليص إلحاق الأذى بالمدنيين.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد 400 شخص منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وحركة حماس في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجزرة المروعة، مؤكدة أن قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح يُشكّل جريمة حرب وخرقًا فاضحًا ومتجددًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن الاحتلال يواصل انتهاكاته عبر الاستهداف المتعمد للمدنيين ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الضحايا. وطالبت الحركة الوسطاء والولايات المتحدة بالتدخل الفوري لوقف محاولات حكومة الاحتلال فرض وقائع جديدة تتناقض مع الاتفاق.
