شهدت مدرسة "عمقا" الثانوية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم نهر البارد شمال لبنان، السبت 20 كانون الأول/ديسمبر 2025، حادثة مستهجنة تمثلت باقتحام مسلح نفذته عائلة أحد الطلاب داخل حرم المدرسة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة معلمين بجروح طفيفة، وتعليق الدوام وإخلاء المدرسة.
وفي تصريحات لمسؤول اللجان الشعبية في الشمال، أبو ماهر غنومي، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أوضح أن الحادث بدأ بمشاجرة بالأيدي بين طالبين داخل أحد صفوف المرحلة الثانوية (الصف العاشر). وبعد فضّ الإشكال، أقدم أفراد من عائلة أحد الطلاب على اقتحام حرم المدرسة بالسلاح، واعتدوا على مجموعة من الطلاب حاولوا التدخل لاحتواء النزاع.
وأضاف غنومي أن العائلة المسلحة "أثارت الفوضى والهلع بين الطلاب والكادر التعليمي"، ما دفع إدارة المدرسة إلى تعليق الدروس وصرف التلاميذ إلى منازلهم. وتابع أن الاعتداء طال أيضًا المعلم محمد عزام، حيث تعرض للضرب أثناء محاولته التدخل لفض الاشتباك وحماية الطلاب.
وأدان غنومي الحادثة بشدة، واصفًا إياها بأنها "مستنكرة على صرح تعليمي يقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين"، رافضًا "هذه البلطجة واقتحام المدرسة بقوة السلاح مهما كان سبب الخلاف".
وأكد أن "العقاب سيكون قاسيًا" بحق منفذي الاعتداء، لافتًا إلى أن الجيش اللبناني وصل فورًا إلى المكان، وعمل على فض الاشتباك وإخراج العائلة من المدرسة، وأنه سيعتقل الأشخاص الذين اقتحموا المدرسة بالسلاح.
بدوره، أصدر اتحاد المعلمين لدى وكالة "أونروا" بيانًا عبّر فيه عن "بالغ الغضب والرفض"، واصفًا الاعتداء بأنه "آثم وسافر" و"استهدف بأسلوب مستهجن وغير مسؤول الكادر التعليمي والإداري والطلاب ".
وأكد البيان أن ما جرى "اعتداء على العملية التعليمية وكرامة الموظف" و"تهديد مباشر لأمن الطلبة"، معلنًا إغلاق المدرسة فورًا كخطوة احتجاجية أولى.
وطالب الاتحاد إدارة الوكالة بـ"الوقوف عند مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في تأمين الحماية الفعلية والفورية لجميع الموظفين والطلاب"، كما دعا "اللجان الشعبية والقوى الحية في المجتمع إلى رفع الغطاء عن المعتدين وتوفير بيئة آمنة". وهدد بـ"اتخاذ كافة الإجراءات التصعيدية اللازمة" في حال عدم تأمين الحماية المطلوبة ومحاسبة المعتدين، مشددًا على أن "حماية المؤسسات التعليمية وكرامة المعلم وأمن الطالب خط أحمر".
بيان لجنة شباب حي سعسع
وفي سياق متصل، أصدرت لجنة شباب حي سعسع في مخيم نهر البارد بيانًا قالت فيه إنها تابعت "ببالغ الأسف" ما جرى داخل ثانوية عمقا من إشكال بين طالبين، وما تبعه من دخول بعض الأهالي إلى حرم المدرسة، ما أدى إلى حالة من التوتر واعتداءات طالت عددًا من الطلاب والمعلمين والمعلمات.
ودانت اللجنة ما جرى ورفضته "رفضًا قاطعًا"، مؤكدة أن المدارس والمؤسسات التربوية "لها حرمتها وقدسيتها" وهي المكان الآمن للأبناء، ولا يجوز تحويلها إلى ساحة توتر أو عنف. وشددت على ضرورة معالجة الخلافات بالحوار والتفاهم والطرق التربوية والقانونية بما يحفظ كرامة الجميع، داعية الأهالي إلى التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس وتعزيز الاحترام المتبادل بين الأهل والإدارة التعليمية والطلاب، بما يضمن استقرار العملية التعليمية داخل مدارس المخيم.
