يهدد قرار صادر عن سلطات الاحتلال بهدم ملعب كرة قدم صغير في مخيم عايدة شمالي مدينة بيت لحم بحرمان مئات الأطفال والشبان من متنفسهم الرياضي الوحيد، في أحد أكثر المخيمات اكتظاظًا بالسكان في الضفة الغربية المحتلة.

ويقع الملعب بمحاذاة جدار الفصل العنصري، وقد تحوّل خلال السنوات الماضية إلى مساحة حيوية يتدرب فيها أكثر من 500 طفل، بينهم لاعبون ضمن منتخبات فلسطينية للفئات العمرية، في ظل غياب شبه كامل للمساحات المفتوحة داخل المخيم.

وقال عبد الله عدنان، أحد لاعبي المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، لموقع "عرب 48" إن الملعب شكّل نقطة انطلاق لمسيرته الرياضية، مؤكدًا: "لولا هذا الملعب، لما كانت لدي فرصة حقيقية للاستمرار في كرة القدم".

بدوره، أوضح مهند أبو سرور، المدير الرياضي لنادي شباب عايدة، أن الأطفال فوجئوا مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري بأمر هدم علّقه جيش الاحتلال عند مدخل الملعب، معتبرًا أن القرار يستهدف منشأة رياضية تعد المساحة المفتوحة الوحيدة لسكان المخيم.

 وأضاف أن إغلاق الملعب يمثل انتكاسة لحلم الأطفال ومحاولة لقتل الطموح الفلسطيني في المجال الرياضي، مشددًا على أن الملعب يستقبل يوميًا مئات الأطفال من مختلف الأعمار.

وفي تبريرها لقرار الهدم، تزعم سلطات الاحتلال أن الملعب بُني دون ترخيص، إلا أن رئيس بلدية بيت لحم السابق أنطون سلمان نفى هذه الادعاءات، مؤكدًا أن الأرض التي أقيم عليها الملعب مستأجرة بشكل قانوني من الكنيسة الأرمنية المالكة لها منذ عام 2021، وأن بلدية بيت لحم أشرفت على إنشاء الملعب قبل أن تتولى اللجنة الشعبية لمخيم عايدة إدارته، وهو ما أكده أيضًا رئيس اللجنة سعيد العزة.

وأوضح العزة أن أكثر من سبعة آلاف فلسطيني يعيشون في مساحة جغرافية ضيقة داخل المخيم، مؤكدًا أن الملعب يشكّل المتنفس الوحيد للأطفال والشبان في ظل الشوارع الضيقة وانعدام المساحات العامة.

وأشار القائمون على الملعب إلى أن القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على الحركة في الضفة الغربية تعيق النشاط الرياضي، إذ باتت التنقلات بين المدن الفلسطينية تستغرق ساعات طويلة بسبب الحواجز العسكرية وشبكات الطرق المخصصة للمستعمرين. وقال أبو سرور إن "الذهاب للعب مباراة في فرنسا أسهل من الذهاب إلى نابلس"، لافتًا إلى أن فريقًا من رام الله احتاج مؤخرًا إلى ست ساعات للوصول إلى مخيم عايدة، رغم أن المسافة لا تتجاوز 20 كيلومترًا.

وخلال تدريب شارك فيه عشرات الأطفال، عبّر المدرب محمود جندية عن خشيته من تنفيذ قرار الهدم، مؤكدًا أن بقاء الملعب ضرورة نفسية واجتماعية للأطفال الذين يعيشون بمحاذاة الجدار، وقال: "نشعر أننا نعيش في سجن، لكن الملعب يمنح الأطفال أملاً وحياة. إذا هُدم، ستُهدم معه أحلام مئات الأطفال".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد