سوريا- بوابة الاجئين
أُنشِئ المخيم عام 1953 على مساحة من الأراضي الزراعية قدرت بنحو (2500 دونم) في جنوب شرق العاصمة السورية دمشق، ويبعد 60 كم عن مركزها، بالقرب من بلدة "الضمير" التي تُعَدّ آخر منطقة مأهولة بالسكان على طريق "دمشق – بغداد".
يتألف المخيم من سبعة أحياء، سُميت في معظمها أسماءَ مدن وقرى فلسطينية، وتشرف الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين عموماً، على مجمل نواحي الخدمات في مخيم الرمدان.
ينحدر أبناء مخيم الرمدان من مدينتي طبرية وصفد، ومن قرى (الشجرة، حطين، الجاعونة، دلاته، شفا عمرو، عجور) ومن قرى سهل الحولة، ومن عشائر الوهيب والمواسي، وتُعدّ الروابط الأسرية والعائلية لمخيم الرمدان أساس الحياة الاجتماعية فيه، أما عدد السكان في المخيم فيبلغ نحو (4000) لاجئ، واستقبل المخيم ما يقارب الـ(200) عائلة كانت قد نزحت من مخيم اليرموك بعد اضطراب الأوضاع في فيه عقب الأحداث في سورية عام 2011.
مخيم الرمدان، مخيم صغير لا تعترف به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، رغم تقديمها له بعض الخدمات، ومساعدتها بعض الأسر ذات العسر الشديد
الواقع الاقتصادي في المخيم
تأثّرَ سكان مخيم الرمدان بالحرب الدائرة في سورية والتي انعكست سلبًا على أوضاعهم المعيشية، إذ شهد المخيم نقص في المواد الغذائية والأدوية في بعض الأحيان، نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة في محيط المخيم، إلى جانب وقوعه قرب مناطق تشهد معارك بشكل مستمر بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام.
لم يحظَ مخيم الرمدان رغم سوء أوضاعه باهتمام المنظمات والهيئات الإغاثية، إلا في 4/4/2016 عندما دخلت قافلة مساعدات سويدية، ووزعت نحو (400) طرد من المساعدات على المحتاجين والفقراء، وكانت أول مرة تدخل فيها قافلة إغاثية للمخيم منذ بدء الأحداث في العام 2011. كما أن ارتفاع نسبة البطالة بين أبناء المخيم زاد الوضع سوءًا، حيث كان يعمل بعضهم في الزراعة، وبعد أن أصبح هناك طرق تصل المخيم بالمناطق المجاورة وبمدينة دمشق، اتجه بعض شبان المخيم إلى مزاولة الأعمال الحرة بالمنطقة الصناعية في منطقة عدرا، وفي بلدة الضمير، ومنهم من اتجه إلى العمل الوظيفي في مدينة دمشق، ولكن فيما ما بعد توقفت معظم هذه الأعمال لصعوبة المواصلات وصعوبة وصول المواد الضرورية لعمل المزارعين.
الواقع الصحي في المخيم
يوجد مستوصف يتبع للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين الذي يقدم بعض الخدمات الطبية، وهناك مركز صحي واحد تابع للأونروا يُخدّم أبناء المخيم، وكان هذا المركز يعمل يومًا واحدا في الأسبوع في تقديم العلاج وبعض الأدوية، إلا أنَّه مؤخرًا جرى تعيين ممرضة من سكان المخيم في المركز، وأصبحت تستقبل المرضى بشكل شبه يومي. وأثناء وجود حالة إسعافية طارئة يضطر أبناء المخيم للجوء إلى المناطق المجاورة، فلا عيادات طبية خاصة في المخيم أو إسعافية.
الواقع التعليمي
في المخيم مدرسة واحدة فيها تسعة صفوف، لطلاب مرحلتي التعليم الأساسي، الحلقة الأولى والثانية (الابتدائية والإعدادية)، ويقدر عدد الطلاب والطالبات فيها بـ(250 طالباً وطالبة) من مختلف الصفوف، من الأول حتى التاسع. وهذا العدد غير ثابت وخاضع للتغيير من عام لآخر_نظرا لكلفة الدراسة المرتفعة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية_ لينتقل الطلاب بعدها إلى منطقة الضمير من أجل إتمام دراستهم الثانوية، ويشار إلى أن أعداد الطلاب قليلة جدا ممن ينتقل للتعليم في الثانوية. كذلك الأمر بالنسبة لطلبة الدراسة الجامعية في المخيم من حيث أعدادهم القليلة، لذا يعتبر التعليم في مخيم الرمدان متدنٍّ. أما رياض الأطفال، فثمة روضة واحدة تابعة للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين بالتعاون مع منظمة اليونيسف.
تجدر الإشارة في النهاية إلى أن مخيم الرمدان يشهد ضعفا في التغطية الإعلامية لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين المعيشية والاقتصادية السيئة التي عاشوها وما زالوا يعيشونها إلى الآن.