ألمانيا-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
رحّلت السلطات الألمانيّة اللاجئ الفلسطيني السوري محمد قبيعة "أبو طه" إلى اليونان في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها بحق لاجئ فلسطيني من سورية بعد إعادة ألمانيا تفعيل اتفاقية دبلن.
يقول اللاجئ قبيعة أنّه بعد مكوثه أشهر في جزيرة كيوس اليونانية وأثينا، تمكّن من الحصول على الإقامة والهوية اليونانية، ولعدم إمكانية العلاج في اليونان، غادرها عبر الطائرة إلى ألمانيا بطريقة نظامية.
أجاب قبيعة في المطار عن سبب مجيئه أنّه جاء من أجل العلاج، واليونان ليس فيها علاج لحالته، وبعد فترة قدّم طلب لجوء في ألمانيا لمواصلة علاجه وصعوبة المعيشة في اليونان، ثم جاء الرد برفض الطلب بعد نحو أربعة أشهر.
بعد رفض طلب اللجوء قام محمد بالطعن وتوكيل محامي لمتابعة قضيته، وبعد ثلاثة شهور وصله الرد الثاني بالرفض رغم حصوله على موعد للفحص الطبي عن طريق مؤسسة، وقبل أن يأتي موعد الفحص اقتحم البوليس الألماني الغرفة التي يقطنها في مخيّم اللجوء "الهايم"، وتم ترحيله دون سابق إنذار، في الخامس والعشرين من تشرين الأول الجاري إلى اليونان.
اللاجئ قبيعة ابن مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، كان قد تعرّض للإصابة في شباط عام 2013 بعد سقوط صاروخ أرض أرض على المخيّم، ونُقل إلى مستشفى فلسطين لتلقّي العلاج، بسبب إصابته في يده اليُمنى من الذارع، ولعدم مقدرة المشفى على علاج حالته نُقل إلى مستشفى الحجر الأسود، وهناك أخبروه أنّه لا أمل ويجب بتر يده، وبعد رفضه أجريت له عملية في مستشفى فلسطين، ولعدم توافر الإمكانيات خرج إلى مستشفى يافا في العاصمة دمشق حيث أجريت له عدة عمليات، إلا أنّ الأطباء أكدوا على ضرورة علاجه في الخارج.
حسب والد محمد، فإنّ نجله اضطر للتوقف عن الدراسة لاستكمال العلاج، فسافر إلى تركيا عن طريق التهريب في رحلة محفوفة بالمخاطر، وحُجز لعدة أيام عند مجموعات كرديّة قبل أن يُطلق سراحه، وتمكّن من دخول تركيا في الشهر الثالث من عام 2016، وبعد شهرين غادرها عبر قارب إلى اليونان.
وكانت السلطات الألمانية قد أعادت تفعيل "اتفاقية دبلن" بعد أن أوقفت العمل بها عام 2011 فكل شخص تقدّم باللجوء وهو في طريقه إلى دول اللجوء الأوروبي وتحتفظ هذه الدولة ببصمة له، يجب أن يُعاد إليها بعد موافقتها.
ويُطبق قرار إعادة اللاجئين الذين أخذت بصماتهم في اليونان، لمن سافروا بعد شهر آذار عام 2017 من اليونان إلى الدول الأوروبية.