نيويورك-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الجمعة 8 كانون الأول، بشأن القدس المحتلة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وشملت الجلسة كلمات مُمثلي دول العالم في مجلس الأمن، والتي شكّلت بمعظمها اعتراضاً واسعاً على القرار الأمريكي، مُتهمةً إياها بزعزعة المنطقة وتقويض السلام وتعقيد الأمر، واستنكرت القرار باعتباره أحادي الجانب.
من جانبه قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام مُخاطباً مجلس الأمن من القدس عبر "فيديو كونفرنس" أنّ القدس جزء من الهوية الوطنية للفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وأضاف أنّ التفاوض بين الطرفين وحده هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المُقدسة، داعياً قادة العالم إلى التحلّي بالحكمة لإعادة الهدوء للمنطقة.
وقال أيضاً أنّ "هناك خطر داهم اليوم من أننا قد نرى سلسلة من التصرفات الأحادية التي من شأنها أن تُبعدنا عن تحقيق هدفنا المشترك وهو السلام."
من جانبه أدان مندوب مصر القرار الأمريكي وقال أنّ قرارات مجلس الأمن رفضت بدون أي شك احتلال القدس، وأضاف أنّ وضع القدس كمدينة محتلة لم ولن يتغير بعد القرار الأمريكي، مُعتبراً أنّ له تأثيرات سلبية للغاية على مسار عملية السلام.
وقال المندوب المصري "نشعر بقلق بالغ من تداعيات القرار الأميركي على استقرار المنطقة، مضيفاً أن "المجتمع الدولي لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل (..) كافة قرارات مجلس الأمن رفضت الاحتلال الإسرائيلي للقدس."
فيما قالت مندوبة الأردن في كلمتها "سوف نستمر في جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وقرار ترامب يعد عقبة أحادية الجانب ولن يؤثر على القدس من الناحية القانونية."
واعترض مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة قائلاً "نعتبر القدس جزء من الأراضي المحتلة"، فيما نددت روسيا بخطاب ترامب مؤكدةً التزامها بقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، مُشددةً على حل الدولتين وخضوع الطرفين للتفاوض وعدم الانسياق خلف عدم الاستقرار والقرارات التي تؤدي إلى تقويض عملية السلام وزيادة التوتر في المنطقة.
بدورها أعربت فرنسا عن أسفها على ما أعلنته الولايات المتحدة، بالقول "نأسف لقرارات ترامب بشأن القدس، ونريد حل الدولتين وتجنب التصعيد"، وقال مندوب فرنسا في كلمته "نحن لا نعترف بسيادة أحد على القدس الشرقية، وهي مدينة محتلة."
أما بوليفيا فأعلنت موقفها واصفةً الكيان الصهيوني بدولة الاحتلال، مُستنكرةً القرار الأمريكي الأحادي تجاه القدس وغير المسؤول، واستنكر ممثل بوليفيا في الأمم المتحدة أفعال الاحتلال الذي يزيد من مستوطناته بشكل واسع وانتهاكاته الصارخة لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وشدّد مندوب بوليفيا على ضرورة إنهاء الاحتلال، وإذا لم يتخذ المجلس قراراً واضحاً يُعتبر هو الآخر منطقة محتلة.
وقال مندوب إيطاليا "سنواصل التزامنا بقرارات الأمم وسنبقي سفارتنا في تل أبيب ونطالب بحل الدولتين، ونلتزم بهذه الغاية مع الاتحاد الأوروبي."
من جانبها، أصرت ممثلة الولايات المتحدة هايلي على موقف بلادها، مُعلنةً دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، واتهمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتقويض السلام والتنمّر على "إسرائيل" والإضرار بأمنها، معلنةً دعم أمريكا للكيان وحمايته ضد من وصفتهم بالمُتنمرين بها والمتربصين بأمنها، مُضيفةً "لن نتلقى محاضرات من أحد في هذا الشأن."
بدوره شكر مُمثّل فلسطين مجلس الأمن وأعرب عن امتنانه لمصر وبوليفيا والسنغال وباقي الدول الداعية لعقد الجلسة، وقال "أحيي الشرفاء بالعالم الذين يدعون لأن تتراجع أمريكا عن قرارها الاستفزازي الذي لا يهدف إلا لإرضاء إسرائيل متحديا القانون الدولي وأشكر المجلس لرد فعله، ونحن نحث المجلس على أن يتصرف بشكل طارئ للتصدي للانتهاكات ضد القدس ووضعها الخاص ونأسف للإعلان الأمريكي وهذا يتعارض مع قرارات المجلس والأمم المتحدة وهذا يزعزع السلام وينتهج قرار ترامب ويتسبب في تقويضه."
وأضاف "إسرائيل تستمر في ارتكاب الجرائم وتستمر في الخروج عن قرارات العالم وتغير في ديموغرافية القدس في انتهاك صارخ للأمم المتحدة وأعربنا عن أسفنا"، وتابع أنّ أمريكا قوّضت من دورها لرعاية السلام وتخلت عن دورها "ونحن نرفض قرارها وهي التي أخرجت نفسها من رعاية السلام بالمنطقة"، وتابع "ممتنون للمواقف الثابتة التي أعربت عنها دول ومنظمات حول العالم ويجب الوفاء واحترام وضعية القدس أمام مجلس الأمن ونطالب الولايات المتحدة بإلغاء قرارها."
وكانت قد دعت (8) دول لعقد الجلسة الطارئة، وهي "فرنسا، بريطانيا، بوليفيا، مصر، إيطاليا، السنغال، السويد، أوروغواي"، مُطالبةً الأمين العام للأمم المتحدة أن يُقدّم بياناً بشأن الوضع خلال الجلسة.