فرنسا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
رحل المخرج الفرنسي الشاب، أكسل سيلفاتوري يوم السبت 6 كانون الثاني الجاري، بشكل مفاجئ بعد معاناة قصيرة مع المرض قضاها في إحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، مخلّفاً وراءه بصمة سينمائيّة بأثر وجدانيّ مميز في ذاكرة شباب مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.
أكسل سيلفاتوري، الفرنسي اليرموكيّ الهوى وفق ما يصفه أصدقاءه، وما تؤكّده عدسته كذلك التي سجّلت حكايا شباب من المخيّم في فيلمه الشهير "شباب اليرموك"، حمل هوى المخيّم وحكايات وهواجس الجيل الثالث من نكبة فلسطين إلى العديد من المهرجانات السينمائيّة حول العالم. بعد أن اختبر يومياتهم الماديّة والمعنويّة في فترة امتدّت بين العام 2009 حتّى 2011، قضاها سيلفاتوري في مخيّم اليرموك بين خمسة من شبّانه من بينهم الشهيد المسرحي حسّان حسّان أحد أبطال الفيلم.
حصل فيلم "شباب اليرموك" الذي استغرق تصويره 3 سنوات، على نحو مئة جائزة وعُرض في أكثر من مئة مناسبة سينمائيّة، تسعةٌ من الجوائز التي نالها الفيلم، كانت في منتدى التصوير في باريس بأكتوبر 2014، حيث حضره المئات وكتب عنه عشرات الصحفيين الأجانب بلغات متعددة.
عُرف عن سيلفاتوري، شغفه بمخيّم اليرموك للاجئين وإيمانه بقضيّة لاجئيه، بعد أن عاشر نماذج من شبّانه من بينهم الشهيد الفنان المسرحي حسّان حسّان، الذي ترك استشهاده في إحدى معتقلات النظام السوري، حرقة في وجدان سيلفاتوري، ترجمها فيلماً قصيراً له عقب استشهاده بعنوان "عزيزي حسّان". حيث استحضر فيه سيلفاتوري بفرادة إبداعيّة صديقه حسّان، مصوّراً نفسه هائماً على دراجته الهوائيّة بشوارع العاصمة باريس، وينتقل عبرها بلقطات خاطفة إلى شوارع اليرموك، وعبارات رسالة خطّها سيلفاتوري لحسّان يستذكر فيها البدايات والنهاية التي سطرّتها الحرب ومن ثم الاستشهاد.
رحل أكسل سيلفاتوري، على حرقته مما حلّ بالمخيّم وشبابه، الذين صاروا بين مهجّر وشهيد ومعتقل، ولا تزال أعماله عن شباب اليرموك والشهيد حسّان، تجوب أروقة الثقافة الشعبيّة والنخبويّة حول العالم، محمّلةً بقوّة انتماءه لقضيّة إنسانية كانت بالنسبة للراحل سيلفاتوري عقيدةً راسخة.