فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يُواصل مهندسون يعملون على بند العقود المؤقتة "LDC"، لدى "الأونروا"، اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي، داخل مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة، وعلى بواباته، في محاولة لثني إدارة الوكالة عن قرارها بالاستغناء عنهم بعد نحو سبع سنوات من العمل.
حول ظروف الاعتصام، يُواصل نحو (95) مُهندس على نظام العقود المؤقتة، اعتصامهم، منهم (13) تمكّنوا من دخول مقر الوكالة والاعتصام بداخله، والبقيّة على بوّابات المقر في مدينة غزة، وهم لا يتمكنون من الحصول على الطعام أو البطانيات، وأحد المُعتصمين تعرّض لوعكة صحيّة حادة من شدّة البرد، حسب أحدهم.
وفي حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قال المهندس محمد النجار أحد المُعتصمين والعضو في لجنة مُهندسي العقود المؤقتة، أنّهم يعملون على بند العقود المؤقتة لمدة سبع سنوات، وهناك عمل واحتياج لهم، إلّا أنّه تم تبليغهم بشكل مُفاجئ بالاستغناء عن خدماتهم في مطلع شهر آذار المُقبل.
وأشار النجار إلى أنّه كان من المُفترض أن يتم التجديد لهم لمدة (6) شهور في بداية العام من قِبل إدارة الوكالة، إلا أنّها جددت لهم (3) شهور، وكان من المُقرر أن يتم التجديد لـ (3) أشهر أخرى بعدها مباشرة، إلا أنهم فوجئوا بقرار الاستغناء.
وأوضح أنّ القرار يأتي بالرغم من أنّهم في نقاش مع إدارة الوكالة منذ عدة أشهر من أجل اتخاذ قرار بتثبيتهم، "وبالفعل ثبّتنا أنّ لنا حق التثبيت في العمل لدى الأونروا، ورُفع التقرير في حينه لمدير عمليات الوكالة"، حسب النجار الذي أشار إلى أنّه كان هناك قبول من طرف الوكالة للتجديد والتثبيت، وكان موضوع التثبيت بانتظار توقيع مدير الوكالة.
ويتابع النجار لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه في اجتماع مع دائرة الموارد البشريّة في الوكالة، قبل أسابيع، أبلغوهم بأن ينتظروا رد مدير عمليّات الوكالة حين عودته من السفر، إلا أنهم فوجئوا في الاجتماع معه قبل أيام حيث أبلغهم أنّه لا يوجد تمويل خاصةً بعد الأزمة التي حلّت في أعقاب القرار الأمريكي.
وأوضح المهندسون أنّ ليس لعملهم علاقة بالأزمة الراهنة، فالدعم ينقسم إلى دعم المشاريع والموازنة العامة، والأزمة تتعلّق بالموازنة العامة وليس في المشاريع حيث يعمل المهندسون، مُشيرين أنّ لديهم عمل في قسم الأضرار بوكالة الغوث من الشمال إلى جنوب القطاع، وهو متوقّف الآن كونهم لجأوا للاعتصام.
وفي حال الاستغناء عن مُهندسي العقود المؤقتة، فليس هناك من يُغطّي هذا الحجم الكبير من المشاريع، يقول النجار، والآن ليس هناك من يُتابع حركة الإعمار، والملفات كالهدم الكلي والحالات الاجتماعية وغيرها.
وشدّد النجار قائلاً أنّ "هذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ونحن لاجئون، وفي ظل الوضع الحالي لا يجوز أن تقوم إدارة الوكالة بالاستغناء عنّا، فيجب أن تنظر للموضوع بشكل إنساني، وألا يتم وضعنا في المُقدّمة في مسألة التقليصات، فلا يُعقل أنّه خلال شهر ظهرت كل القرارات وكأنها كانت مدسوسة تحت الطاولة وبانتظار تحريكها."
وحاولت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التواصل مع إدارة وكالة الغوث، إلّا أنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب عدم استجابة "الأونروا"، والتي لم تُصدر أي توضيح حول القضيّة بعد.
وكانت إدارة الوكالة في وقتٍ سابق قبل نحو عام أقدمت على الاستغناء عن عدد من مُهندسي العقود المؤقتة، إلّا أنّ زملاءهم اتفقوا مع الوكالة على اقتطاع جزء من رواتبهم لمقاسمته مع زملاءهم، ومنذ ذلك الحين يتقاضون رواتب مُقتطعة لكن بنفس الأعباء الوظيفية، والذي اعتبروه ابتزاز بسبب الأوضاع في قطاع غزة، حيث لا تتوافر فرص عمل.
وتأتي خطوات وكالة الغوث في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها قطاع غزة، حيث تنعدم فرص العمل، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية في تدهور مُستمر، وبات مصير اللاجئين الفلسطينيين في مهب الريح، بعد التقليصات في الدعم المُقدّم لـ "الأونروا" من جهة، وما تقوم به الوكالة من تقليصات في الخدمات المُقدّمة للاجئين من جهةٍ أخرى، والإجراءات التي تتخذها بحق الموظفين الذين هم من اللاجئين الفلسطينيين أيضاً، بالتزامن مع الحديث الذي يدور عن ما يُسمّى بـ "صفقة القرن"، والتي تسعى إلى تصفية قضيّة اللاجئين الفلسطينيين.