فلسطين المحتلة
يشهد قطاع غزة انطلاق الجمعة الخامسة لمسيرات العودة الكبرى صوب السياج الأمني العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة، تحت عنوان "جمعة الشباب الثائر"، استكمالاً للمسيرة الأولى التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض 30 آذار/مارس.
ومن المتوقّع مشاركة الآلاف من أبناء غزة في المسيرات التي تنطلق أسبوعيّاً باتجاه السياج الأمني العازل شرقي القطاع، ويتخللها برنامج فعاليات مُوحّدة على طول السياج في المناطق الخمس.
وفي الساعات الأولى للجمعة الخامسة، تمكّن شبّان من قص جزء من السياج العازل شرقي جباليا شمال قطاع غزة، علماً بأنهم تمكّنوا من ذلك خلال الأسابيع الماضية عدة مرات.
وشهدت الأسابيع الماضية الجمعة الأولى لمسيرات العودة الكبرى، ثم جمعة الكاوشوك، وجمعة حرق علم الكيان الصهيوني ورفع علم فلسطين، والجمعة الرابعة التي استُخدمت فيها الطائرات الورقيّة.
وحسب الهيئة الوطنيّة العليا للمسيرة، فإنّه سيتم تقديم خيام العودة لمسافة (50) متراً على طول السياج، وستكون أقرب إلى شارع "جكر"، القريب من السياج، استعداداً للمسيرة الكبرى يوم 15 أيار/مايو المقبل بالتزامن مع ذكرى يوم النكبة.
من جانبه قال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أنه إذا شبّ صراع آخر بين الفلسطينيين والاحتلال في قطاع غزة، ستكون لذلك عواقب مُدمّرة على الفلسطينيين في غزة.
وأضاف أنّ الحرب قد تقوّض الاستقرار النسبي في الضفة الغربية، ويُسفر عنها تداعيات للاحتلال والمنطقة، مُشدداً على ضرورة أن "تحد إسرائيل من استخدام الرصاص الحي، وإنّ القوة المُميتة يجب ألّا تُستخدم إلا كخيار أخير."
كما حذّر ملادينوف من تراجع إمكانية التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، مؤكداً ضرورة تعزيز الجهود لدعم تحقيق السلام الدائم على أساس "حل الدولتين."
ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتلال قابل مسيرات العودة السلميّة منذ اليوم الأول بالاعتداء، ما أدى حتى اللحظة لاستشهاد (40) فلسطينياً وإصابة أكثر من (5000) بينهم من لم يتمكّن الخروج للعلاج في الأراضي المحتلة، نظراً لمنعه من قِبل الاحتلال.
وتأتي مسيرات العودة في ظل الحديث عن ما يُسمّى بـ "صفقة القرن" التي تطرح رؤية لتصفية القضيّة الفلسطينية وأهم ثوابتها وهي القدس واللاجئين، بالإضافة إلى الحصار المُطبق على قطاع غزة منذ سنوات، والذي بات يضيق الخناق أكثر فأكثر على أهالي القطاع، إن كان من جهة الاحتلال أو السلطة الفلسطينية، في إطار الضغط على الفلسطينيين للقبول بأي تنازلات مُقبلة.
ويُضاف إلى ذلك الظروف التي يعيش فيها اللاجئ الفلسطيني في الشتات، في ظل موت ونسيان مُستمر وحقوق مهدورة، بالإضافة إلى تقليصات "الأونروا" التي يعتمد عليها اللاجئ الفلسطيني كجهة أساسيّة للحصول على الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.