بيروت
استنكرت "رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" الدعوات للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا والمقيمين في مخيّمات لبنان وأماكن متفرّقة منه، بالعودة إلى سوريا، منتقدة الأصوات التي تعمل على " ترغيب" اللاجئين من أجل العودة معتبرةً إيّاها مشبوهة وتتلاعباً بالمصائر والأرواح.
جاء ذلك في بيان صدر عن الرابطة مساء اليوم الخميس 26 تموز/ يوليو، وصل لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة منه، عبّرت فيه بشدة عن رفضها للأصوات التي تشجع المهجرين الفلسطينيين من سوريا في لبنان على العودة إلى سوريا.
وأشارت الرابطة، إلى إعلان اللجان الشعبية التابعة لمنظمة التحرير في مخيمات لبنان عن تسجيل أسماء المهجرين " الراغبين بالعودة" إلى سوريا "إذ استخدمت اللجان الشعبية في أحد مخيّمات طرابلس مكبرات المساجد، للإعلان والترغيب بالعودة، مما شكل أذى وضغط نفسي على المهجرين وأثار الإشارات نحوهم داخل المخيمات مما خلق أجواء من عدم الارتياح داخل المخيم" وفق البيان.
وحدد البيان أسباب رفض الرابطة لتلك الدعوات، أهمّها : " عدم وجود أي متغيرات أو مقومات منطقية للعودة، من حيث عدم التوصّل إلى حل سياسي، ولا إعادة إعمار ولا وضع اقتصادي بالحدّين الأدنى والمقبول".
كما نوّه البيان، إلى "الدمار الهائل والشبه شامل لمعظم المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، والتي كان آخرها وأهمها مخيم اليرموك، والذي يلفّ الغموض والضبابية مصيره، لاسيما بعد إعلان الحكومة السورية عن شمله بالتنظيم الخاص بمدينة دمشق، مما يعني عدم اعتراف الحكومة السورية بأية ملكية لأحد على أرضه، وقد تم إبلاغ وفد منظمة التحرير الذي زار دمشق منذ أيام بذلك ".
وأكّد البيان، على "عدم وجود أية ضمانات تخص سلامة العائدين إلى سوريا من الملاحقات الأمنية، وخصوصا بعد مقتل واختفاء عدد كبير من الفلسطينيين داخل سوريا منذ بداية الصراع مع فشل كامل وذريع لجميع الأطراف الفلسطينية في الكشف عن مصيرهم وحمايتهم"
مشيراً إلى، "تسويف ملف الضحايا والمعتقلين من قبل الحكومة السورية خلال زيارة وفد منظمة التحرير لدمشق منذ أيام، بالإضافة للعدد الكبير من الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية في سوريا، والذين يتم استغلالهم ثم زجهم في أتون معركة ليست معركتنا كفلسطينيين" حسبما ورد في البيان.
وختم البيان بالتأكيد على أنّ العودة التي يسعى إليها الفلسطينيين هي "العودة إلى أرض فلسطين وليس التنقل بين دول وعواصم الشتات التي أذاقتنا ذل ومرارة اللجوء"، ودعوة القيادة الفلسطينية لإصدار موقف واضح وحاسم وسريع تجاه هذه القضية تدحض وتبدد من خلاله جميع مخاوف اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان.
تجدر الإشارة، إلى أنّ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور، قد دعى قبل أيّام الراغبين بالعودة من الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، تسجيل أسماءهم لدى السفارة الفلسطينية في بيروت، بغية تسوية أوضاعهم مع الدولة اللبنانية، دون الإشارة إلى تسوية تلك الأوضاع مع الدولة السوريّة، واستحصال ضمانات وتوضيحات حول مصير منازلهم وممتلكاتهم.