لبنان
افتتحت مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين، "الأونروا"، أبواب مدارسها اليوم الأثنين 3 أيلول/ سبتمبر، بعد أشهر من الترقب وإنتظار إعلان بدء العام الدراسي، نتيجة تفاقم حجم الأزمة الماديّة لدى الوكالة.
وخلال مؤتمر صحفي في مدرسة حيفا بمنطقة الرحاب بالعاصمة اللبنانية بيروت اليوم، بمناسبة الإعلان عن بدء العام الدراسي لمدارس الوكالة في موعده، قال مدير "الأونروا" في لبنان، كلاوديو كوردوني خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة: "عملنا على فتح أبواب مدراسنا في الوقت المحدد لكي نحمي الحق الأساسي للاجئ الفلسطنيني في التعليم، ولكننا لم نخرج من دائرة الخطر، إذ أن التمويل المتوفر لدينا حالياً يكفي لإدارةِ عملياتِ الوكالةِ فقط حتى نهاية شهر أيلول، ونحن بحاجةٍ الى 217 مليون دولار إضافية لضمانِ استمرارِ مدارسِنا مفتوحةً حتى نهايةِ العام الجاري.
وأكّد كوردوني، أنّ "الوكالة ازدادت إصراراً على الاستمرار والسعي لتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في الأقطار الخمسة، بعد قرار الإدارة الأمريكية بتخفيض المنح المالية للأونروا من 360 مليون دولار إلى 60 مليون دولار فقط"، مضيفاً أنّ "الوكالة مستمرة أيضاً في بذل الجهود لجمع التبرعات وسد العجز".
بدوره، رئيس برامج التربية والتعليم في "الأونروا"، سالم ديب، أشار لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى الجهود التي يبذلها المفوض العالم للاونروا، بيير كرينبول، في محاولة منه لسد العجز وتأمين تمويل لبدء العام الدراسي، منوهاً، أنّ العجز المادي الحالي لدى الوكالة يساوي 217 مليون دولار أميركي، في حين أنّ عدد طلاب الوكالة في الدول الخمس المستضيفة للاجئين هو 526 ألف طالب، منهم 37 ألف طالب في لبنان، أي أن 526 ألف طالب معرضين لأن يصبحوا بلا مدارس وضحية للشوارع والجهل.
وأكّد ديب، أن العلم هو حق لكل طفل فلسطيني لاجئ، وهو يضمن مستقبلهم خاصة في لبنان، حيث يعاني اللاجئ الفلسطيني من حرمان في أغلب الحقوق المدنية..
إحدى الأمهات، فاطمة حميد، هي أمٌّ لطفلتين يتعلمن في مدرسة "الأونروا"، أعربت عن قلقها من مصير طفلتيها بحال أقفلت مدارس الوكالة أبوابها، وطالبت المعنيين العمل على تأمين سد العجز في الميزانية، خاصة في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون في لبنان.
هذا التخوف لا يعاني منه فقط الأهالي نتيجة المسؤولية التي تقع على كاهلهم لتأمين مستقبل أولادهم، بل يعاني الأطفال أيضاً من قلق حول مصير مستقبلهم والصعاب التي سيواجهونها ليحققوا أحلامهم، الطفل يوسف، أحد طلاب مدارس الوكالة في لبنان، يبلغ من العمر 12 عاماً، نقل قلقه لفريق عمل "بوابة اللاجئين الفلسطينين"، قائلاً: " لا يوجد مكان آخر قادر على تأمين فرصة التعلم لي، غير مدارس وكالة الأونروا، فوالدي عاجزين عن دفع أي رسوم ماديّة، أريد أن أحقق حلمي بأن أصبح طبيباً ولهذا أريد أن تستمر الوكالة في تأمين خدمة التعليم لي ولرفاقي".