لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تقرير: انتصار الدنان

من سوريا بدأت رحلته، حيث نزح منها بعد اندلاع الحرب فيها، متوجهاً إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، كخيار وحيد عسى أن يجد فيه الأمن والأمان.

منذ أن نزح إلى مخيم عين الحلوة، وبعد تعرضه لملاحقات هو وأفراد عائلته بسوريا، قرر أن يبدأ حياته من جديد في هذا المخيم، ريثما تستقر الأمور في سوريا ويعود إلى بلده، ومنذ ذاك الوقت، استأجر محلاً في المخيم، ليصنع الحلويات، ويعتاش من رزقها، كونه كان عاملًا في المصلحة ذاتها بسوريا.

خالد إسماعيل القادري، هو أحد باعة الحلويات التي صارت شهيرة في مخيم عين الحلوة، والتي تزدهر في محله غالباً خلال شهر رمضان وفصل الصيف حيث يزداد الطلب على البوظة، لكن الصيف أتى مبكراً عنده هذا العام، أتى في شهر نيسان، بعد أن اندلعت الاشتباكات في فصائل إسلامية والقوة الأمنية في المخيم، فراح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، كما انحرق عدد كبير من البيوت والمحال التجارية، ومن بينها محل القادري لبيع الحلويات.

يقول خالد: "قبل أن تندلع الاشتباكات بساعة تقريباً كنت قد تركت المحل، وبعد مرور ست أيام على اندلاع الأحداث جئنا لنطمئن على المحل، فوجدنا باب المحل مخلوعاً، ووجدنا المحل والصالة قد التهمتما النيران، وعندها أصبت بالذهول، فقد كنت متوقعا أن يكون قد حدث شيئا للمحل، لكن أن يحرق بالكامل، والبضاعة تحرق أيضا بالكامل هذا لم أكن أتوقعه على الإطلاق، خسارتي الآن تقدر بمائة ألف دولار، يعني المعمل والصالة والبضاعة، وحالياً لا توجد لدي أيّ بضاعة للبدء من جديد، وكذلك احترقت جميع المكانات، ما السبب لا أعرف؟.

خالد بحث عن بديل للعمل، فهو صاحب عائلة ويجب أن يؤمن مستلزمات حياتها الضرورية، كما يجب أن يؤمن منزلاً له ولعائلته التي أيضا هجّرت من حي الطيرة.

يقول خالد: لقد استأجرت محلاً صغيراً، وهو غير صالح للعمل، هوحالة مؤقتة بانتظار التعويضات التي زعموا أنهم سيقدمونها، لأنه حتى اللحظة لا أمل من ذلك، وحالياً بتنا دون بيت أومحل، وإذا لم نعمل فلن نستطيع تأمين مصاريفنا، وتأمين إيجار المنزل الذي أوجدناه بديلاً عن البيت الذي تركناه، الآن نحن ثلاث عائلات نعيش في منزل واحد، وحرق البيت كان بالنسبة لنا أهون من حرق المحل، لأن المحل هو الذي كان يدخل علينا دخلاً يجعلنا نعيش مستورين، ويتابع: "ومنذ أربعة أيام أوخمسة أعمل هنا بعد ان اشتريت بضاعةً بالدين، والإقبال على شراء الحلوى ضعيف جداً بسبب الأوضاع الأمنية التي مر بها المخيم انعكست سلباً على الأوضاع الاقتصادية، فالإقبال نسبته 30%، وما نبيعه لا يوفي حتى تسديد الدين الذي يتراكم علينا يوماً بعد يوم، وأعمل هنا مع أخي، وكل منا لديه عائلته ومسؤوليته، و أمي تعيش معنا أيضاً، نعيش اليوم في حي صفورية، ريثما نستحصل على تعويض، كنا نسكن في منطقة حي الصحون، وقد ذهبنا إلى الأونروا لتسجيل أسمائنا لنحصل على تعويض، فأخبرونا أنه يحق للمتضرر بيته أن يسجل اسمه للتعويضات، أما المحل المحروق فلا تعويضات عليه، ما الحل؟ لا أعلم.

بهذا التساؤل الممزوج بالحسرة يختم حديثه ...

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد