مخيم اليرموك - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
وردت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عدّة رسائل من مخيّم اليرموك المحاصر، تنقل صورة الواقع الانساني الذي بدأ بالتدهور، نتيجة فقدان بعض المواد الغذائيّة الرئيسيّة من الأسواق وشحّ بعضها الآخر، تأثّراً بالمعارك الجارية على أطراف المخيّم وإغلاق المعابر مع جنوب دمشق، وأهمها مادة الخبز و بعض السلع الخفيفة التي طالما اعتمد عليها السكّان المحاصرين داخل المخيّم.
أحد أولئك السكّان المحاصرين داخل المخيّم، تمتنع البوابة عن ذكر اسمه، قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ معظم المواد الأساسيّة قد فقدت من أسواق المخيّم، خصوصاً مادة الخبز والسلع التي كان يعتمد عليها الأهالي بشكل كبير كوجبات "الأندومي" والعدس ومنتجات الحبوب، مشيراً الى أنّ عناصر تنظيم " داعش" الذين يحتلون المخيّم، يدخلون سيارات محملّة بالخبز ويقصرون توزيعها على عناصرهم وعائلاتهم، دون أن ينال المدنيون منها الّا ما ندر.
وتابع، أنّ المصدر الوحيد لجلب السلع الغذائية بالنسبة للأهالي وخصوصاً الخبز، هو منطقة القدم المجاورة لكنّ الوصول الى تلك المنطقة بات محفوفاً بالمخاطر، عدا عن صعوبات الوصول نظراً لبعد المسافة وعدم توفّر وسائل النقل بشكل دائم، مضيفاً: "أنّ الأمر إزداد صعوبة، بعد منع فصيل " أجناد الشام" سكّان المخيّم من الدخول الى منطقة القدم في هذه الفترة، حيث بات الذهاب الى منطقة القدم غير مضمون، ومن يستطيع الوصول يجري بيعه بعض المواد عند الحاجز الفاصل بكميّات محدودة لا تكفي تغطية احتياجات أسرته".
وأكّد، أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه من إغلاق للمعابر مع بلدات جنوب دمشق، وتواصل المعارك، سيؤدي الى كارثة انسانية قد تؤدي الى مجاعة جديدة، تهدد حياة مئات المدنيين المحاصرين داخل مخيّم.
تأتي هذه التبعات الإنسانيّة الخطيرة، في ظل تواصل إغلاق معبر العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، لليوم السادس على التوالي، وتضييق فصيل " أجناد الشام" على أهالي المخيّم عند حاجز منطقة المأذنية في القدم، في وقت تتصاعد فيه حدّة المعارك على طول خطوط التماس مع بلدات جنوب دمشق، ما يُنبئ بطول أمد فترة إغلاق المعابر وبالتالي مزيداً من التهدور في أوضاع المدنيين.