يواصل ستّة أسرى في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابهم المفتوح عن الطعام، وذلك رفضاً لاعتقالهم الإداري، وهم: كايد الفسفوس المضرب منذ (113) يوماً، والأسير مقداد القواسمة منذ (106) أيّام، والأسير علاء الأعرج منذ (89) يوماً، والأسير هشام أبو هواش منذ (80) يوماً، والأسير عياد الهريمي منذ (43) يوماً، والأسير لؤي الأشقر منذ (25) يوماً.
الأوضاع الصحيّة لهؤلاء الأسرى تزداد خطورةً يوماً بعد يوم، خاصّة وأنّ بعضهم مضرب منذ أكثر من 100 يوم، وفي ظل تحذيراتٍ من استشهاد أحدهم في أي لحظة.
تقول والدة الأسير كايد الفسفوس لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّها في الزيارة الأخيرة لنجلها لاحظت التعب الشديد عليه، بل بالكاد يستطيع أن يشرب الماء وبلعه، وطلب من والدته ألّا تبكي عليه في حال استشهاده، مُتسائلةً: إذا ابني بيستشهد بديش أبكي عليه يعني؟! حتى لما زرته آخر مرّة صار يبكي لما شافني.
أمّا سعيد أبو هواش، وهو شقيق الأسير هشام أبو هواش، يقول لموقعنا، أنّ الهدف هو فعلاً حياة الأسرى فهم مستهدفون وفي أي لحظة لا سمح الله قد نسمع خبر استشهادهم أو تلف أحد أعضاء جسدهم.
الاحتلال يوصل عدّة رسائل
وشدّد أبو هواش على أنّ الاحتلال يريد أن يوصل عدّة رسائل من خلال مماطلته في الاستجابة لمطالب الأسرى، الرسالة الأولى موجهة للأسير هشام وهي أنّ الاحتلال هو الذي يتحكّم بمصيرك ويجب عليك أن تفك إضرابك، وهذا لن يضغط علينا، والرسالة الثانية موجهة لعائلة الأسير كي يعيشوا في حالة من القلق والإرباك والتأثير على معنوياتهم لحث ابنهم الأسير على فك الإضراب، ولكن نوصل رسالتنا بأنّنا نحن أصحاب الحق وندعم أخانا هشام في إضرابه.
اللافت في هذه الجولة من صمود الأسرى، أنّها تُقابل بفتورٍ لافتٍ وضعفٍ شديدٍ من التضامن والمؤازرة على الصعيد الرسمي والشعبي.
محاولة لإنهاء أسطورة الإضرابات الفرديّة
ومن جهته، يؤكّد أمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، أنّ هناك قرار مسبق من قبل حكومة الاحتلال بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى، وهذه المرة الأولى التي يتخذ مثل هذا القرار وإن لم يكن علنياً، ولكن الواضح أنهم يريدون إنهاء أسطورة الإضرابات الفردية داخل السجون.
وأردف شومان لموقعنا بالقول: ومن هنا يأتي دور كل المستويات الشعبيّة والحقوقيّة والقانونيّة الفلسطينيّة للرد على هذا التطاول "الإسرائيلي" والتغوّل في التعاطي مع ملف الأسرى المضربين، حيث أنهم لا يريدون الاستجابة لمطالبهم العادلة والإنسانيّة بتحديد سقف زمني للإفراج عنهم من الاعتقال الإداري.
الانتفاضة الجماهيريّة غائِبة
أمّا الناشط السياسي معين البرغوثي، فقد قال لموقعنا، إنّ غياب الانتفاضة الجماهيريّة والشعبيّة والوقوف مع أسرانا واضح في كل الميادين، وبكل صراحة لا أدري ما هو المطلوب من الأسرى المضربين أكثر من ذلك لكي تتحرّك الناس في الشوارع وتُساند الأسرى اللي من ضمنهم أسرى تجاوزا الـ100 يوم من الجوع والوجع والإرادة والتحدي، ومطلب الشرعي بسيط جداً وهو الحرية.
يُشار إلى أنّ نادي الأسير الفلسطيني، حذَّر في وقتٍ سابق من أنّ احتمالية ارتقاء شهداء بين صفوف المعتقلين المضربين عن الطعام تتصاعد، في ظل استمرار سلطات الاحتلال في تعنتها ورفضها الإفراج عنهم وإنهاء اعتقالهم الإداريّ التعسفيّ.
وأكَّد النادي في بيانٍ له، أنّ الأسرى يواجهون خطراً مضاعفاً مع مرور كل ساعة، فجميعهم وصلوا إلى مرحلة الخطر الشديد، ورغم كل النداءات المتواصلة والمطالبات على عدة أصعدة، إلا أنّ الاحتلال ماضٍ في تعنته، الأمر الذي يعني أنّ هناك نيّة لقتل أحدهم بتواطؤ من محاكم الاحتلال، فلم يعد الاحتلال يكتفي بإيصالهم لمرحلة صحيّة خطيرة تستنزف أجسادهم وتسبب لهم مخاطر صحية يصعب علاجها لاحقاً.
كما اعتبر النادي، أنّ خطورة ما يجري مع المضربين في هذه المرحلة، لم نشهده منذ سنوات خاصّة في ظل ضعف حالة الإسناد وعلى كافة المستويات، عدا عن حالة الصمت والبيانات الخجولة التي تصدر عن المؤسّسات الدوليّة الحقوقيّة، فلم يعد تعبيرها عن القلق على مصير المعتقلين المضربين كافٍ مع تصاعد سياسة الاعتقال الإداريّ، ورغم الموقف الواضح للمنظومة الحقوقية الدوليّة من هذه السياسة التعسفية، وحجم القيود المفروضة عليها، إلا أنّ الاحتلال لا يقيم أي وزن لذلك.